ابو مازن لا اريد راية مشعل او زيرته ولكن يجب انجاح أجل فلسطين

القاهرة - الكوفية برس - شدد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على تمسكه بمبدأ الحل الشامل في المفاوضات مع إسرائيل، معتبراً أن «أي حل يستثني أي قضية من قضايا الوضع النهائي الأساسية لا يمكن أن نعتبره حلاً نهائياً». وأبدى في تصريحات نقلتها صحيفة «الحياة اللندنية» استياءه من مواقف لرئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الخارجة عن القانون خالد مشعل، لكنه أكد ضرورة إنجاح الحوار الفلسطيني وأهمية الرعاية العربية له. وقال إن «مصر ستبدأ عقد لقاءات منفصلة مع قيادات الفصائل الفلسطينية كافة لتقدير الموقف الذي ستسمعه منهم»، تفادياً لتكرار الخلاف الذي حدث حول «إعلان صنعاء» بين حركتي «فتح» و «حماس». وأوضح أن «حماس قالت إن هذا (الإعلان) للحوار ونحن قلنا هذا للتطبيق. ومبادرتي تدعو إلى تطبيق المبادرة العربية وليس إلى الحوار... لا بد من الاتفاق على التطبيق والبدء في تنفيذ كل البنود واحداً تلو الآخر حسب ما تراه اللجنة العربية».ودعا إلى عدم تأجيل القضايا أو تقديم قضية على قضية. وقال: «كما تعامل الأخوة المصريون مع التهدئة، سيتعاملون مع قضية المعابر ومن ثم مع قضية تبادل الأسرى». وقال إن «فكرة إطلاق سراح أعداد من الأسرى مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة غلعاد شاليت أمر متفق عليه مسبقاً. لكن إذا جاء أي طرف ليغير شروطه فمعنى ذلك أنه ليس جاداً. وأقول لكل الأطراف المعنية بهذه الصفقة إن هناك شروطاً تم الاتفاق عليها فيجب أن يلتزموا بها، بمعنى أن لا يأتوا كل يوم بمواقف جديدة تربك الجانب المصري الذي يتولى الوساطة».وعن استثنائه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» من لقاءاته التي أجراها أخيراً في دمشق مع قيادات الفصائل الفلسطينية، قال: «أنا لا أريد أن أراه أو أزوره»، مشيراً إلى مواقف اتخذها مشعل لم تعجبه، «خصوصاً الرسالة التي بعث بها إلى العواصم العربية تعليقاً على مبادرة المصالحة، وقال فيها إنني أخضع للضغط الأميركي وأن دعوتي هذه تغطية لمشروع غير وطني، وذريعة كي أسمح لإسرائيل باجتياح غزة».وأبدى عباس تأثره الشخصي من «هذه الرسالة التي تحمل اتهامات مرفوضة»، ملمحاً إلى خصومة شخصية مع مشعل بسببها. لكنه قال إن «تحامل مشعل عليّ لن يؤثر في مجريات الحوار الفلسطيني الشامل، لأن هناك قراراً بذلك وهذا لا يمنع أن هناك حواراً بين جميع الفصائل الفلسطينية». وشدد على «ضرورة تقديم مسألة الحوار والوحدة الوطنية على كل القضايا»، محذراً من تفاقم الوضع على الساحة الفلسطينية. وأضاف أن إيمانه بالتعددية والشراكة ثابت منذ قيام منظمة التحرير و «نرى أن هناك تعايشاً من الممكن أن يتم بين حماس وفتح وباقي الفصائل الفلسطينية. لكن يبدو أن حماس هي التي ترفض الشراكة وتريد التفرد بالعمل الفلسطيني كما تفعل الآن في قطاع غزة. وإذا كانت لا تؤمن بالوحدة الوطنية فهذا شأنها. لكن الحوار يجب أن يتم وأن ينجح».ولفت إلى أهمية وجود قوة عربية تعمل على تهدئة الأمور وإعادة بناء الأجهزة الأمنية على أسس مهنية، «وهذا ما نطالب به وحماس معاً... ومصر هي الدولة المرشحة للقيام بهذا الدور أكثر من غيرها». وقال: «ستكون هناك لجنة عربية هي التي تقرر وتقدم المقترحات وتنفذ، ونحن موافقون على ما ستفعله... الرعاية العربية ضرورية».وأعلن أن المؤتمر السادس لحركة «فتح» سيعقد في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ونفى وجود أي مشاكل يمكن أن تعيق عقده. وأوضح أن «الانتخابات في الداخل والخارج تجري على قدم وساق وعلى وشك الانتهاء، وبالتالي من ُينتخب سيأتي إلى المؤتمر ليشارك فيه». وأكد عدم وجود خلافات مع القيادي في «فتح» فاروق قدومي (أبو اللطف). وقال: «أبو اللطف عضو في اللجنة المركزية، وإذا اتخذت اللجنة قراراً، فسيكون ملزماً للجميع، بمن فيهم أنا وأبو اللطف».إلى ذلك، وصف عباس خلال لقاء مع الجالية الفلسطينية في القاهرة المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي بأنها «جادة ومستمرة، وكل الملفات مفتوحة منذ اجتماع أنابوليس». وأكد رفضه تأجيل أي قضية، وعدم قبوله بالحدود الموقتة. وقال: «لا نقبل دولة بحدود موقتة، ولم ننه أي ملف ولا نقبل بحل موقت بأي ثمن. ولن نوقع على أي شيء إلا بعد إغلاق ملف جميع القضايا».وأعتبر أن الاستيطان والحواجز والاجتياحات والأسرى والخلافات الداخلية في حكومة إسرائيل بسبب قضايا الفساد كلها عقبات تعطل مسار المفاوضات. وشدد على ضرورة تفعيل المبادرة العربية للسلام. وقال إنه عرضها على المرشح الديموقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية باراك أوباما، ونقل عنه قوله إن «الإسرائيليين مجانين إذا لم يقبلوها، لأنهم سيعيشون في محيط من الأمن والسلام من موريتانيا حتى أندونيسيا».وأشار إلى لقائه الأخير الذي جمعه في دمشق مع الأمين العام لحركة «الجهاد الإسلامي» رمضان شلح. وقال: «كان لقاء عاصفاً انتقدته فيه على مشاركته في مؤتمر دمشق الذي عقد في كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) الماضيين، وعاتبته لهجومه على شخصي. ورغم ذلك، فإن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية لأنني أحبه».وسُئل عن قرب انتهاء ولايته للرئاسة، فأجاب: «لست حريصاً على الولاية، لكن هناك قرار في المجلس التشريعي بوجوب إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية معاً وحينئذ سأغادر وسأقول لكم مع السلامة». وانتقد الانتفاضة العسكرية المسلحة، موضحاً أنه ضدها ومع التفاوض.