نص كلمة عباس الجمعة عضو قيادة جبهة التحرير في احتفال تكريم سمير القنطار فى صور

نص كلمة عباس الجمعة عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية في احتفال تكريم المناضل الاسير المحرر سمير القنطار في صور

الاخوة ممثلي فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والاسلامية اللبنانية والفلسطينية
الاخوة والاخوات في اللجان والاتحادات الشعبية والهيئات والجمعيات الاهلية
ايتها الاخوات والاخوة / اينها الرفيقات والرفاق / ايها الحضور الكريم

اليوم نلتقي في عرس الانتصار ، اليوم نلتقي لنكرم سمير القنطار عميد الاسرى العرب ، اليوم نلتقي لنبارك لامهات وعائلات وزوجات الشهداء تحريرهم من قيود الاحتلال ، اليوم نبارك ونهنئ المقاومة وسمالحة السيد حسن نصرالله رمز المقاومة وقائدها وحزب الله باسم جبهة التحرير الفلسطينية وامينها العام الدكتور واصل ابو يوسف بهذا الانجاز الوطني والقومي العظيم بتحرير اسرى الحرية ورفات الشهداء من كافة الاقطار العربية الذين انتموا لفلسطين وضحوا من اجل تحريرها فعادوا يحملون اوسمة الشرف والتضحية ، اليوم عاد ثلاثة نسور من ابناء مخيم البرج الشمالي وعلى رأسهم الشهيد فادي احمد طعمة رفيق طارق عيسى الحاج لينضموا الى الشهداء الاوائل في هذا المخيم الى الشهيد احمد حمود الجمعة وابو علي دلة وغيرهم من ابطال المخيم ، اليوم عاد ابن عملية زرعيت لابطال جبهة التحرير يوسف علي عارف ، واليوم كان التلاحم المعمد بالدم بين ابناء الشعوب العربية ، شكرا للمقاومة ولحزب الله على هذا الانجاز الوطني والقومي ، وهنئيا لنا جميعا تحرير عميد الاسرى العرب سمير القنطار يا ابن فلسطين ولبنان والامة والمقاومة فهذا فخر عزاتنا كما فخر عزاتنا الشهداء القادة الرئيس الرمز ياسر عرفات وابو العباس وحكيم الثورة جورج حبش وسعيد اليوسف وطلعت يعقوب وابو احمد حلب وابو علي مصطفى وامير الشهداء ابو جهاد الوزير والشيخ الجليل احمد ياسين وابو عدنان قيس وفتحي الشقاقي وجهاد جبريل وزهير محسن وعبد الرحيم احمد وسليمان النجاب ودلال المغربي عروسة فلسطين وكل الشهداء . ولن ننسى مسيرة شهداء لبنان من الشهيد رفيق الحريري ومعروف ومصطفى سعد وسناء محيدلي عروسة الجنوب ومؤسس جبهة المقاومة القائد جورج حاوي ، لن ننسى من اطلق على اسمه عملية الرضوان قائد الاستشهادين عماد مغنية وسيد الشهداء عباس الموسوي ومحمد سعد وخليل جرادي فلهم في يوم النصر الف تحية .
اينها الاخوات والاخوة :
لم نريد عقد المؤتمرات والمقابلات ولن نريد العودة الى الماضي ولكن الماضي يبقى حاضرا في عرس الوفاء يبقى في ذاكرة الاجيال ، نقولها بكل صراحة نعم لثقافة جديدة ثقافة المقاومة ، ثقافة الوحدة الوطنية ضمن اطار منظمة التحرير الفلسطينية الكيان والهوية والممثل الشرعي والوحيد ، ثقافة العمل الجماعي والمؤسسات ، لنعود نفكر قليلا اين نحن ، هناك احد عشر الف اسير في سجون الاحتلال ، كيف سيخرجون ، هل بثقافة المفاوضات اما بثقافة المقاومة ، شعبنا يقتل وارضه ومقدساته تهود ، علينا ان نعود للغة جديدة لان عدونا لا يريد السلام ولا يريد تطبيق قرارات الشرعية الدولية ، يريدنا اصنام ،ولكن نقول اليوم المقاومة تحقق الانتصارات على ارض لبنان وغدا فلسطين بارادة المقاومة ووقوف كل الشعوب حولها ستحقق الانتصارات ، وسيخرج القائد المناضل احمد سعدات ومروان البرغوثي وسيخرجون رفاق سمير في جبهة التحرير الفلسطينية من سجون الاحتلال ومعهم قادة ومناضلين اخرين .
لم يكن يوم الأربعاء الماضي، من شهر تموز ، كغيره من الأيام التي اعتدنا على وصف معظمها بـ" السوداء والحزينة وكان يوماً للفرح، للنصر القادم مع الأسرى ورفات الشهداء، الذين تحولوا في ضمير وعقل الشعب الفلسطيني والأمة العربية، أيقونات عز وفخر. عاد سمير بعد رحلة طويلة غنية بالتحدي، والصمود، والصعود لقمة الثبات. تحرير الأسرى وعودتهم في تموز تحمل دلالات عديدة، لعل أبرزها اعادة انتاج ماتمخضت عنه نتائج الغزو الصهيو أمريكي للبنان في تموز 2006، وترسيخ للفشل والاندحار العسكري، وتأكيد على الخيبة، والذل، والانكسار المتجدد لجبهة الأعداء. لم تكن مصادفة أن تطلق"جبهة التحرير الفلسطينية" وخاصة الشهيد القائد الرمز ابو العباس على العملية ، اسم القائد "جمال عبد الناصر" في ذلك الوقت تحديدا على العملية. كانت "الساداتية" بما تعنيه من تحولات خطيرة، داخلية وخارجية، هي المقصودة بدلالة التسمية. خاصة وأن الزعيم الخالد، رفع ومارس الشعار الاستراتيجي(ماأخذ بالقوة لايسترد بغير القوة). ولهذا كان لابد من التأكيد على قومية المعركة في مواجهة المشروع الصهيوني/ التوسعي/ الاجلائي.
ذات ليلة ربيعية شديدة السواد _ فالقمر يتجنبه عشاق السلاح العابرون نحو الوطن وقف الشهيدان القائدان العظام ابو العباس وسعيد اليوسف على الشاطئ ليودعوا ابطال العملية بعد ان ودعهم الشهيد القائد الكبير طلعت يعقوب وهبط القارب في البحر ، وعبر القائد "سمير" مع رفاقه الثلاثة قبل ثلاثين عاما، ووصلوا الشاطىء الفلسطيني المحتل، ليخوضوا معركة شرسة مع قوات العدو . فالعملية البطولية / الاستشهادية على الساحل الفلسطيني في "نهاريا" التي هزت كيان الغزاة، لم تكن "مغامرة" ولا ردة فعل آنية، بل كانت حلقة في سلسلة متكاملة من المواجهات المسلحة مع العدو في أكثر من مكان، مارستها فصائل الكفاح الوطني المسلح، داخل الوطن المحتل، وعبر الحدود التي رسماها "ساي****و بيكو" . استشهد رفيقين من ابطال المجموعة وهما عبد المجيد اصلان ماجد زمهنا سليم المؤيد وأسر رفيقان " أحمد الأبرص و سمير القنطار " . لكن الرفيق احمد قد استرد حريته قبل عدة سنوات، نتيجة عملية تبادل سابقة، وبقي الرفيق سمير القنطار في زنزانة السجان، محكوماً بخمسة مؤبدات، سقطت عند ارادة الصمود الاسطوري كل ماحمله " بيغن وشيطانه " من وسائل تعذيب رهيبة. ولم تستطع عمليات الجراحة الوحشية _ بدون مخدر_ أن تعالج ماتركته رصاصات العدو في جسد الفتى، ابن السبعة عشر ربيعاً. انتزعوا أربعة منها، وبقيت الخامسة داخل الجسد، وسام شرف وشهادة عز.
مع كل يوم، وخلال السنوات الثلاثين، كان منسوب الوعي يتطور لدى القائد المقاوم سمير، القادم من جبال لبنان الأبية، إذ يشهد له كل من عرفه داخل المعتقلات، بمقدرته الاستثنائية على امتلاك الثقافة الوطنية الثورية، وشغفه بالمطالعة والحوار. كان يتمتع بقدرة حقيقية على ادارة النقاش في سبيل الوصول الى القناعات المشتركة . ولهذا برز كقائد حقيقي داخل السجون . وخاض مع رفاقه الأسرى كل معارك "الأمعاء الخاوية" ببسالة واقتدار.
ظهر الرفيق سمير ورفاقه في عرس استقبالهم وهم في ملابس النخبة الفدائية المقاتلة، كنجوم ساطعة في سماء الانتصار، الذي تحقق بفضل الدور الريادي للمقاومة الاسلامية بقيادة "حزب الله "،. كلمة سمير الاحتفالية، حددت مسار النضال الوطني له، وأعادت تذكير الجميع، خاصة الحركة الوطنية الفلسطينية، بأهمية تحقيق وحدتها الوطنية من خلال (الأداة الواحدة الملتزمة بالمقاومة). وتكتسب هذه الدعوة المهمة والصادقة اهميتها، لأنها تأتي من القائد سمير القنطار ذاته الذي أكد (أننا عائدون أنا وإخواني في المقاومة إلى فلسطين) مشدداً (انني لم أعد إلا لأعود إلى فلسطين). هذا هو سمير القنطار الذي مقاوما وبطلا من ابطال جبهة التحرير الفلسطينية والثورة الفلسطينية ، ان تأكيد الرفيق سمير على انتمائه للمقاومة بكل أشكال نضالها، العسكري والسياسي والاجتماعي، ماهو إلاّ وضع البوصلة في اتجاهها الصحيح واننا في جبهة التحرير الفلسطينية نحترم قرار ورأي وموقف الرفيق القائد سمير القنطار .
ايا الاخوة والاخوات / يا رفاق الدرب / ايها الحضور الكريم
في قسمات وملامح سمير نسترجع ثلاثة عقود من الزمن، استشهد فيها من أشرف ودرب وخطط لهذا النهج الكفاحي المتميز . غاب عن حضور عرس الفرح، قادة وطنيون عرفهم شعبنا، وقوى أمتنا المناضلة . استشهد القائد الامين العام "أبو العباس" قبل خمس سنوات ونيف في سجون الاحتلال الأمريكي/الصهيوني في العراق. وغاب القائد العسكري للجبهة سعيد اليوسف ورحل القائد الامين العام " طلعت يعقوب " قبل عقدين من الزمن تقريبا ورحل القائد الامين العام ابو احمد حلب قبل سنة ، لقد فقد شعبنا وأمتنا، العديد من القادة المناضلين الذين عرفهم سمير أثناء استعداده للعملية، وغيبت زنازين المعتقلات الأمريكية /الصهيونية عددا آخر منهم وخاصة القائد ابو العز ، ولكنهم جميعاً حاضرون في ذاكرة شعبنا وأمتنا .
في هذا اليوم نؤكد على عمق مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز العظيم الذي حققه حزب الله والمقاومة الاسلامية والتي يضاف الى الانتصارت الكبرى للمقاومة في لبنان وخاصة عودة رفات هؤلاء المناضلين الذين سطروا أروع ملاحم البطولة في عملياتهم منذ مطلع السبعينات وعلى رأسهم عروسة فلسطين المناضلة دلال المغربي ورفيقنا الشهيد البطل يوسف ايوب، ونعاهد شهدائنا على الاستمرار في المقاومة حتى تحقيق اهداف شعبنا في دحر الاحتلال الاسرائيلي الكامل من كافة الاراضي الفلسطنية واللبنانية والعربية، واقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس، وعودة اللآجئين الى ديارهم وممتلكاتهم تطبيقا للقرارات الدولية وخاصة القرار 194.
وختاما لا بد من توجيه التهنئة والمباركة للبنان الشقيق لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ولدولة الرئيس نبيه بري والمجلس النيابي وللحكومة اللبنانية والشعب اللبناني الشقيق الذي نتعز يمواقفه بهذا الانجاز الوطني الذي حققته المقاومة ولنؤكد على اهمية تعزيز العلاقات اللبنانية الفلسطينية بعد ان توحد الدم بالامس من خلال رفات الشهداء .