هل سيصل الامر في حماس ان تعتزر لاسرئيل علي اطلق الصواريخ

القاهرة - الكوفية برس -كانت في السابق تقال من باب التندر وكأنها شيء من الصعب حصوله، فكنا نقول هل سنسمع قادة حماس يدينون المقاومة، وعمليات إطلاق الصواريخ، وهل سيعتقلون مطلقيها؟، وهذه الأمور لم يكن يخطر ببال أيً منا حصولها، وإن تخيلنا حصولها فإن الأمر سيستغرق عشرات السنيين، ولن يكون بين ليلية وضحاها.
ولكن الأمور في هذا المجال سارت بشكل أسرع بكثير مما توقعانه، لا بل وفاقت كل التصورات والتوقعات، فالصواريخ التي كانت بالأمس القريب أداة خلق توازن الرعب مع الاحتلال باتت عملية إطلاقها مسألة تضر بالمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني.
ومن كان يعتقل مطلقي الصواريخ على المستوطنات المجاورة لقطاع غزة أو حتى يحاول منعهم من إطلاقها كانت تهمة الخيانة العظمى أول التهم التي توجه له، ناهيك عن الارتباط بأجندات خارجية منها الأمريكية ومنها الصهيونية، واليوم بات اعتقال مطلقي الصواريخ على المستوطنات الصهيونية واجب تملية المصلحة الوطنية، ويعتقل مطلقها ويحقق معه ويوقع على تعهدات بعدم العودة لمثل هذه ' الأنشطة المشبوه'.
ومن كان يعتبر رمزاً 'للتيار الخياني' وقائد لتيار دايتون الانقلابي' في قطاع غزة بات اليوم متهماً بأنه يقف وراء إطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية بهدف زعزعة التهدئة بين حماس والاحتلال في القطاع.
كل هذه التغيرات الدراماتيكية حصلت بين ليلية وضحاها لدى حركة حماس وقيادتها السياسية، ويبقى السؤال متى سنرى ونسمع سامي أبو زهري الناطق الرسمي باسم حركة حماس ومن على شاشات الفضائيات يتحدث عن عبثية عملية إطلاق الصواريخ؟، وإن هذه الصواريخ ليست إلا مواسير معدنية لا تغني ولا تسمن من جوع.
وكل الشواهد والتطورات في مواقف قيادة حماس تشير بأن هذا الأمر ليس ببعيد، فإن استغرق الأمر أقل من أسبوعان بعد التهدئة الهشة لموسى أبو مرزوق ليتهم محمد دحلان بأنه يقف خلف عمليات إطلاق الصواريخ، لربما يحتاج سامي أبو زهري لأسبوعان آخران ليعترف بعبثية إطلاق الصواريخ أسوةً بمن وقفوا ضد إطلاقها لسنوات طول، ونأمل أن لا يصل الأمر لاعتذار حركة حماس عن كل صاروخ أطلقته في ظل هذا التسارع في تبدل المواقف وتغير والمواقع.