منظمات اكثر تطرفا من حماس في غزة...

كتبت صحيفة هآرتس' أصبح كثيرون من سكان القطاع يعرفوا هذه الظاهرة. طرقة على باب البيت. يقف على العتبة شخصان أو ثلاثة بلباس يذكر بلباس طالبان في افغانستان – جلباب تحته سروال، وصندل ولحية طويلة تكسو وجوههم. وهم يطلبون ان يتحدثوا الى رأس العائلة نحو من عشر دقائق 'للحديث عن الاسلام'، ويبدأون بيان أهمية الدين والتوبة، ومبادئه النبيلة والحاجة الى الحفاظ عليه. وهم يؤكدون أن 'الاسلام هو الدين الصحيح' و 'ان المسلم الجيد يجب أن يزور المسجد وان يصلي خمس مرات في اليوم'. أما عن 'التهدئة' او 'العدو الصهيوني' او السياسة فانهم لا يتحدثون.



يعرفونهم في غزة كـ 'سلفيين' – من تيار 'السلفية' وهو تيار لاهل السنة في الاسلام. كان اعضاؤه الاوائل صحابة النبي محمد' صلى الله عليه وسلم' ومقربيه. ومنذ ذلك الحين يمثل الايمان باتباع دقيق لاقامة الفرائض الدينية كما كان النبي نفسه. انها تعمل دائما في غزة كما في أنحاء العالم العربي ايضا. لا يشارك السلفيون التلفاز. ونساؤهم يجب أن يغطين كل عضو من اجسامهن من أخمص القدم حتى اعلى الرأس. لا يعلقون صورا كبيرة او تماثيل ويكثرون من الصلاة.



يقدرون في غزة انه قد زاد في السنة الاخيرة عدد المنضمين الى صفوف السلفية في قطاع غزة بمئات الدرجات المئوية. ويقدر الان بنحو من اربعين الفا الى خمسين من سكان القطاع.



زاد أيضا عدد المصلين في المسجد الذي تستعمله الحركة في حي الدرج، 'الصحابة' منذ سيطرة حماس على القطاع في حزيران 2007. بل ان السلفيين يستعملون مدرسة دينية للصفوف من الاول الى الثاني عشر. الغرف المدرسة ممتلئة الى النهاية.



في حماس، الذي ترى الحركة في الاساس تهديدا في المستوى العام، يقلقهم زيادة تأييد الجماعة التي ترى بديلا دينيا من المنظمة. في المدة الاخيرة نشبت خصومات عنيفة في المساجد التي سيطر عليها السلفيون إثر محاولات افراد حماس طردهم من هناك. المعارك على المساجد تعبير عن خوف حماس من أن السلفيين يمنعون الحركة احتار الدين.



والى ذلك تُرى السلفية بديلا 'نقيا' من حماس، وتصورها على أنها جماعة من الساسة المطاردين للمناصب. هذا التصوير يتآلف جيدا وسلوك حماس في السنة الاخيرة: الانقلاب العنيف، والاعتقالات والتعذيبات والفساد الذي تم الكشف عنه بين افراد المنظمة.



لكن التهديد المحسوس أكثر لحكام غزة جماعات أخر، تتصل بالسلفية والتي حظيت باسم 'السلفية الجهادية'. هذه جماعات متشددة تناصر مبادىء السلفية لكنها تخالف عن مبدأ عدم التدخل السياسي والعسكري. اكثر منظمتين شهرة في القطاع تعملان في هذا الاطار هما 'جيش الاسلام' و 'جيش الامة'. تذكر عقيدتهما بنظرية منظمة القاعدة بل ان اناسهما يتمدحون بعلاقاتهم بها. وهم يرون انه يجب رجم الزناة، وقطع ايدي السارقين وجلد شاربي الخمر كما كانت العادة في افغانستان تحت حكم طالبان.



يعد 'جيش الاسلام' منظمة حمائلية تعتمد في الاساس على عائلة دغمش اما 'جيش الامة' فيضم الى صفوفه مؤيدين من تاركي حماس والجهاد الاسلامي، ولا سيما اولئك الذين طردوا من هاتين المنظمتين بسبب تطرفهم. في حديث الى صحفي فلسطيني بيّن أحد قادة 'جيش الامة' ان رجاله لا يفرقون بين 'ذراع سياسية' و 'ذراع عسكرية'. وقال 'جميعهم جنود'. ترفض المنظمتان أي نوع من الاتفاق مع اسرائيل او أي دولة غربية اخرى. وربما يكون هذا سبب تصريح المسؤول الكبير في 'جيش الامة' الذي قال للصحفي الفلسطيني ان 'قادة حماس لا يؤمنون بالله'.



يقف اناس المنظمتين كما يبدو وراء موجة الهجمات على مؤسسات غربية من مقاهي انترنت انتهاء الى مكتبات. ومن جملة ما ينسب اليهم الهجوم بالقنابل اليدوية على مهرجان نظمته وكالة غوث ومساعدة اللاجئين التابعة للامم المتحدة (الانروا) في رفح قبل نحو من سنة ونصف. ظهر في المهرجان أولاد وبنات معا في الثانية عشرة في رقصة تراثية.



حماس مكترثة بازدياد قوة هذه الجماعات المتطرفة جدا وتطاردها. يشترك في عضويتها في هذه المرحلة بضع عشرات فقط من النشطاء، لكن على خلفية الفقر والكراهية التي تزداد لاسرائيل وللغرب يزداد عدد هؤلاء.