هل ستحقق حماس ما لم تحققه فتح ؟!!!

أبو محمد العناتي


بعد الفوز الذي حققته حركة حماس في الانتخابات التشريعية الثانية ، تعالت التكهنات والتحليلات الياسية حول مستقبل الحركة وقدرتها على التعاطي مع الاحتلال الاسرائيلي كشريك تفاوضي ، وقد كانت هناك أكثر من وجهة نظر ، وكان هناك ايضا تخمينات صعبة غالبيتها اشارت الى عدم إستعداد حركة حماس للمرحلة التي إنغمست فيها أثر دخولها معترك الانتخابات التشريعية التي قاطعتها قبل ذلك وحرمتها وخونت كل من شارك فيها !!!

ثم فجأة تنقلب حماس عن بكرة ابيها على المواقف التكفيرية والتخوينية والافتاءات الحزبية من أعلى المراجع الفقهية فيها ، لتدخل بلا وعي أو حساب آتون المسيرة السلمية والسياسية مع العدو الديني والايدولوجي ، ولتغرق رويدا رويدا بمستحقات أوسلو التفريطي ومعاهدات كامب ديفد وواشنطن الاصهيو - أمريكية ...ثم تجد حماس نفسها امام تغير لم يتوقعه أحد ... تغير ليس بالفكر والمبدأ فقط بل في الممارسة والسلوك وفي تناقضات الممارسة ومفارقات السلوك ... فحماس التي عارضت مشاريع السلام بالأمس تنصب نفسها اليوم بطلة لها ...وحماس التي خونت كل من فاوض وحاور ونسق من الفلسطينيين مع أي إسرائيلي تتصدر اليوم حق التفاوض والتنسيق لحل مسخ لم ولن يصل مستوى الحلول التي طرحتها كافة الاتفاقيات والمعاهدات السابقة ... وحماس التي بكت وتباكت على ملاحقة المقاومة ومطاردة وإعتقال المقاومين المجاهدين أيام السلطة وفي بدايات نشأتها ، ها هي اليوم تشن ضدهم حربا ضروسا وصلت بذروتها حد القتل والتعذيب والتخوين ...حماس التي كفرت الخط الوطني وتبنت الخط الديني بكل مشاربه وأفكاره تنقلب بقدرة قادر ولو جاز لنا التشبيه على أبناء دينها وعلى من هم من ملتها وعلى أخوة الدين والرسالة وتطاردهم وتعتقلهم وتخطف نسائهم وتقتحم مساجدهم ، لا بل تقصفها وتقتل من فيها من المصلين والمواطنين الابرياء ... حماس اليوم أكثر بكثير مما كانت عليه أة تتحلى به سابقا ... فهل يا ترى ستحقق حماس ما لم تحققه فتح ؟!!! أم أنها ستسير في نفق المستقبل المظلم وسيكون مصيرها ذلك المصير الذي وصلت إليه فتح ؟!!!