عمرو: من واجب حماس الاعتراف بالحقيقة

أكد نبيل عمرو السفير الفلسطيني لدى مصر، انه على حركة حماس ان تقول الحقيقة للشعب الفلسطيني وما المزايا الجديدة التي حصلت عليها في اتفاق التهدئة مع إسرائيل.

واضاف عمرو في تصريحات لصحيفة 'الحياة الجديدة' المحلية اليوم 'ان معبر رفح هو بوابة المأساة وبوابة الحل وان حماس ضحت بالمعبر وبالتهدئة في الضفة'.

وردا على سؤال حول تصريحاته ضد حركة حماس وانتقادات وصلت الى حد الاتهامات المباشرة قال عمرو 'انا في موقع مسؤول ويفرض عليّ هذا الموقف واجب ان أقول الحقيقة للجمهور الفلسطيني، وأحصن المواطن من محاولات التضليل وتزوير الحقائق خاصة وان أهلنا في القطاع يتوقون الى الوصول الى حلول عملية على الأرض، وأهم ما ترنو ابصارهم اليه هو معبر رفح الذي يعتبر بوابة المأساة وبوابة الحل

واضاف 'بكل أسف عندما أقول ان حماس تراجعت بمطالبها بشأن هذا المعبر، فان الناطقين باسم حماس يعتبرون هذا الحديث هجوما وتشهيرا وفتنة ويبدأون باستخدام منظومة الاتهامات الحمساوية الجاهزة التي لم ينج منها أحد'.

وتابع ' شخصيا لا أسعى للرد على ما يقوله الناطقون باسم حماس، لأنني لست سفيرا لحركة فتح أو المنظمة أو السلطة الوطنية الفلسطينية بل سفير لفلسطين كلها، وفي العرف الدولي الدبلوماسي فان حركة حماس (بقدر ما توجد) ضمن دائرة مسؤوليتي لذلك اقترح على حماس ان تقول للشعب الفلسطيني ما هي المزايا الجديدة التي حصلت عليها في هكذا اتفاق وندع المعلومات التي تقرر وليس التصريحات والادعاءات والشعارات'.

واكد عمرو ان مصر 'أظهرت التزاما نموذجيا من خلال تعهد الرئيس محمد حسني مبارك بعدم السماح بتجويع غزة، ومصر ملتزمة بهذا التعهد دون تردد، وأبلغت ذلك للرئيس محمود عباس'، واضاف 'إذا كان هناك خلل فان مرده يكمن في التشدد الاسرائيلي وسلسلة الأخطاء الكبيرة التي وقعت بها حماس وفي مقدمتها تغطية التهدئة او السعي للتهدئة بوعود للفلسطينيين أولها فتح معبر رفح حيث كانت مقدمات هذه الوعود عالية في حين ان ما تم الحصول عليه مختلف لجميع شروط حماس ولو كان الامر كما قال إسماعيل هنية في آخر تصريحاته لرأينا خالد مشعل في قطاع غزة، ومحمود الزهار في واشنطن'.

وأضاف 'اننا لم نر حتى الآن سوى زيادة في بعض السلع تدخل الى غزة ولم يتطرق احد من حماس الى موضوع حركة الأفراد، لذلك فانهم اذا اردوا للحوار ان ينجح فان عليهم قول الحقيقة'. وأشار عمرو الى 'ان على حماس ان تدرك بشكل بديهي ان على ارض فلسطين شرعية واحدة هي شرعية المنظمة والسلطة الوطنية'، مضيفا 'وإذا ساور قادة حماس وهم ان قضية غلعاد شاليط سوف تفتح أبواب العالم أمامهم فهم بكل اسف واهمون وأنا اقترح على حماس ان تضع قضية شاليط في السياق من جديد'.

وجدد عمرو دعوته للإسراع في حل قضية اسر شاليط 'لان الإسراع في انجاز ذلك أفضل بكثير من الاستمرار في التباطؤ تحت شعارات فرض الشروط على اسرائيل'، لافتا الى 'انه منذ أسر شاليط وحتى يوم التهدئة هذا، كانت اسرائيل تعتقل ضعف ما تطالب به حماس كشرط للإفراج عن شاليط وإطلاق سراحه'.

وأضاف 'بحسبة بسيطة فقد اعتقل الاف المواطنين واستشهد المئات واصيب الالاف ودمرت العديد من المنازل، وهذا يؤكد انهم دفعونا ثمنا غاليا لحكاية شاليط تماما كما ندفع ثمنا غاليا من قصة قصف سديروت الى درجة ان لوح الزجاج في تلك المستوطنة ندفع ثمنه دما من خيرة ابنائنا'، وتابع 'ما دام وقف اطلاق الصواريخ كما تقول حماس الآن انه في مصلحة الشعب الفلسطيني، فلماذا لم تبرم هذه الصفقة حينما كان يطالب بها الرئيس محمود عباس كي نوفر أرواحا كثيرة ذهبت وبيوتا دمرت وعائلات شردت وشهداء سقطوا جراء سقوط الصواريخ المحلية على منازلهم'.

وأشار عمرو الى أنه بدعواته تلك ينصح حماس ولا يهاجمها، منوها الى 'أن الجهد الذي بذلته حماس في الصراع الداخلي الفلسطيني ومع اهل غزة لو انه بذل في اطار العقلانية والسلطة والمنظمة لكان المردود أفضل الف مرة مما حصلنا عليه وما سوف نحصل عليه غدا'.

وشدد على أنه 'لكي يكون هناك حوار وطني فعال فلا مناص سوى التحرر من الأوهام وعدم تضليل الذات والآخرين ووضع الامور في نصابها الصحيح، ولا لزوم لخالد مشعل الذي كان صديقا في يوم من الايام ليقول من على شاشة الجزيرة اننا سوف نفرض شروطنا على اسرائيل المرتبكة والخائفة والضعيفة لان قولا كهذا لا لزوم له مع انني اقر واعترف ان اسرائيل مرتبكة ليس بفعل حماس وانما بفعل الإصرار الفلسطيني والضغط الدولي الممارس عليها ليس من اجل ان ترسل الى غزة صفائح الوقود الإضافية بل من اجل ان تعطي الشعب الفلسطيني دولة وشتان بين الدولة وبين من يسعى للتوصل الى زيادة كميات السلع الداخلية الى غزة'.

وعبر عمرو عن أمله في استمرار التهدئة في قطاع غزة لحق الدم الفلسطيني وللتفرغ لقضايا أهم وأكبر من مجرد فتح معبر هنا أو هناك، مطالبا حركة حماس وبعد أن عقدت تهدئة مع إسرائيل أن تتفهم 'لماذا كانت المنظمة تتوصل الى اتفاقات مجحفة ولكنها أفضل من عكسها'، مضيفا 'أن حماس الآن اوقفت اطلاق النار وأوقفت المقاومة المسلحة، والان ليس امامها سوى ان تعود الى بيت الشرعية الفلسطينية، فمصر تريد ذلك والعرب يريدون ذلك والعالم كله يريد منها فعل ذلك، واسرائيل وبعض داعميها في الادارة الاميركية هم من يريدون ان تظل غزة ورقة ضغط ليس على حماس فحسب وانما على السلطة الوطنية وعلى القضية الوطنية برمتها'.

وقال 'حماس هي التي وضعتنا في حالة هشة نتيجة أوهامها بإمكانية اقامة امارة إسلامية في غزة تكون منطلقا لاقامة الدولة الإسلامية في العالم كله، فعليها التخلص من هذه الفكرة المستحيلة لانها تكون من يريد للصاروخ الضعيف الذي يهبط على سديروت ان يغير ميزان القوى العسكري في العالم كله وليس عندنا فقط ولتقيم الدولة المنشودة'.

وأعتبر عمروا أنه ومن الناحية الموضوعية فان حماس وقعت في فخ إسرائيلي حين دفعت مئات الآلاف من المواطنين الى سيناء بعد تدمير المعابر الامر الذي فتح شهية الإسرائيليين المتطرفين لتبني فكرة ان تكون سيناء وطنا للفلسطينيين وليس الضفة وغزة'، وأضاف 'كما ان حماس وقعت في الكمين حين وصلت بغزة الى ما وصلت اليه حيث باتت تمارس فسادا امنيا وإداريا وماليا، فلا ضمانة لمن ينفق الملايين من الدولارات التي تصل الى غزة بالتهريب من ألا يتهم بالفساد'.

وأوضح 'الملايين التي دخلت عبر الأنفاق ومن البحر لم تدخل بطريقة شرعية عبر السلطة الوطنية او عبر الأشقاء، وان يتلقاها مجرد رجل يصلي، فهذا في لغة الحسابات والتدقيق يعتبر فسادا ويكون من الصعب التحقق واثبات اوجه الصرف والانفاق، ولن يكون بديلا لمأسسة الشفافية والنزاهة ولا يصح لحماس ان تقول انها مضطرة لفعل ذلك بفعل الحصار، كما ان انفاق هذه الاموال ومصادرها يتم دون وجود هيئة وطنية فلسطينية تستطيع معرفة آليات الصرف والانفاق او استلام الاموال ما يعني ان هذا فساد ولا يوجد ما يدعو لاعتبار ذلك عملا مشرفا'.

وقارن عمرو بين ما سعت الية السلطة الفلسطينية وما حققته في السابق وبين ما توصلت اليه حماس في إتفاقها للتهدئة مع إسرائيل وقال 'عندما كنا نتحدث عن التهدئة كان لدينا مصطلحات سياسية تعبر عن شروط من خلال إصرارنا على تحقيق هدنة متبادلة ومتزامنة وشاملة، الشاملة تعني انه عندما يتوقف اطلاق النار في غزة فان ذلك يعني ان تشمل الضفة وينسحب عليها، ولكن ما حدث فانه في هذا الاتفاق الذي أبرمته حماس تم التضحية بالتهدئة في الضفة تحت عنوان (المتدرجة ) وبالتالي ماذا يمكن ان تقول حماس عندما تجتاح اسرائيل نابلس وربما تخرج علينا لتدين وتندد مثلما كنا نفعل نحن، لكنها لن تفعل شيئا لانها تعهدت بقبول فكرة ان التهدئة تتعلق بقطاع غزة فقط'.

وأضاف 'من الناحية العملية علينا ان نقارن ما بين القائم الان وما قبل الانقلاب حيث كانت اسرائيل تتحكم بنسبة 100% في المعابر الواقعة تحت سيطرتها باستثناء معبر رفح الذي بات الان يخضع للسيطرة الاسرائيلية الكاملة'.

وتابع 'الامر الاخر هو ان حماس سوف تبقى تحت الرقابة الاسرائيلية لتحديد دقة التزامها بالتهدئة واذا ما خطر ببال واحد من الجهاد الاسلامي او شهداء الاقصى او اللجان الشعبية ان يفعل شيئا، فان حماس هي المسؤولة عن ردعه، وحين كانت التزامات من هذا النوع تطلب من السلطة الفلسطينية كانت تهمة الحد الادنى هي الخيانة العظمى، اما الان فهي غير ذلك تماما بالنسبة لحماس'.