حماس : نعتذر عن تصفية سميح المدهون...

كتب أحد الباحثين عن حياة الشهيد سميح المدهون قائلاً : عبر مسيرة تاريخية من النضال والمقاومة قادها الشهيد سميح المدهون .. رحمة الله عليه، وكلمة الحق يجب أن تقال،.. فالشهيد سميح وأكررها مرات والله على ما أقوله شهيد، كانت له مواقف وطنية ومقاومة جريئة، ولا يمكن المرور عنها كما إصرارنا أن القدس فلسطينية التاريخ والأصل، إلا إذا أردتم أن تزيفوا التاريخ، وما يدفعني للقول لأنني اطلعت على أحد العمليات التي خططها الشهيد سميح المدهون، عندما قرر مهاجمة منطقة إيرز فاستشهد في هذا الهجوم عدد من أبناء كتائب شهداء الأقصى رحمهم الله جميعاً، هذا بالإضافة إلى بصماته وإشرافه على العديد من العمليات الفدائية، الأمر الذي دفع إسرائيل سلسلة محاولات من الاغتيال باتت جميعها بالفشل، بعد أن تدخل عناية الله سبحانه.

فحماس كما الفصائل تعرف سميح رجل وطني ومقاوم وله العديد من المواقف التي يثمن عليها، سيما وأنه كان من سكان المنطقة الشمالية التي تكثر فيها عمليات التوغل والقصف، وهو ما يجعله لأن يكون أول المتواجدين، ومن ينكر هذا فهو حقاً يسعى لطمس تاريخ هذا الرجل الشريف، ولا يأتني بمواقف وطنية عنه حتى أكون حسيباً له مقارنة مع تضحيات الشهيد سميح، هناك حدث طارئ وقد بدأت به حماس دفعت سميح أن يدافع عن شرف عائلته وعن نفسه.

نحن ليس بصدد المحاسبة أو التأنيب أو الدفاع، لأن الله هو من يكرم الشهداء، ودعواتنا أن تنتهي هذه الآفة وهذه الثقافة 'ثقافة العنف والتخوين' التي أصبحت اللغة المتداولة تنهش في مجتمعنا الفلسطيني كما تأكل النار الهشيم... تساءلت مرات عندما أسمع وأرى نفس المصطلح ونفس الأسلوب المتبع، لهذا الأمر أيضاً دفعت لكتابة هذا المقال المتواضع ولنتبادل الرأي وأسألكم : ' لماذا قررت حماس تصفية الشهيد سميح؟.. ولماذا لا تعتذر وتعترف أنها ارتكبت خطأً جسيماً، بتصفيتها لعدد من المناضلين الذين أمضوا سنوات خلف زنازين الاحتلال وكانوا شوكة في حلق العدو، وعلى رأسهم أبو الجديان؟ .. ولماذا أيضاً لاحقت حماس هؤلاء الشهداء حتى أثناء موتهم، وقامت بالعبث والتمثيل بالموتى، بل وصل الحد لأن يلاحقوهم وهم في مثواهم، بنبش القبور، والوصل إلى درجات من البدع، بوضع قمامة أو كلباً، والإدعاء أنها من عند الله وأن الأرض لفظته؟ بل وصل الحد لمعاقبة كل من يدافع عن أو يذكر أسمهم بالخير .. الإجابة طبعاً متناقضة وتحتاج لتحليل، منطقي موضوعي بعيداً عن التحزب وثقافة الحزب الضيقة.

لا أخفي عليكم هناك تحريض من رجال ادعوا يوماً المشيخة أو علماء بل أدعوا النبوة أحياناً، وهذا ما يفسر لنا استجابة العناصر والأيدي المقترفة لتلك الجرائم دون أي وازع ديني أو أخلاقي أو إنساني، وبمباركة من تلك القيادات، والدليل هو اصدرا الفتاوي التي تبيح هدر الدم الفلسطيني، وعدم محاسبة المجرمين الذي اقترفوا جرائم منها مجزرة مهرجان تخليد الشهيد الرئيس ياسر عرفات قرب الكتيبة، قبل سبعة أشهر على الأقل، حيث استشهد وجرح العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني، مروراً بجرائم الانقلاب وما أفرزه من جيش المعاقين.

وبالعودة للشهيد سميح، في محاولة لإبراز حقيقة الخداع التي تقوده حماس وقادتها، كيف لا وهم يوماً تسببوا في مقتل العشرات من عناصرهم في احتفال عسكري نظمته تلك الحركة قبل ثلاثة أعوام على الأقل، أثناء تنظيمها عرضاً عسكرياً بالصواريخ، بعد أن ركنت إحدى المركبات فوق الرصيف، عندها احترقت الأرض وتطايرت الأشلاء، فسارع القادة والشيوخ عشاق إراقة الدم فمنهم من أدعى أنه شاهد الصاروخ وهو قادم صوب المحتفلين، مدللً ذلك بشريحة الموبايل التي وشمت على صدر أحد الضحايا.

نحن ليس في محل تأنيب أو تنقيب للماضي الحزين والمخجل، فلدينا المآسي التي تكفينا، وإن كان بعضها من صنع أيدينا، بل نمعن في استخدامها وتداولها، فلماذا لا نتوقف عن هذه المهاترات، التي ترمي إلى المس بكرامة المناضلين...... نقول عودوا إلى الله وإلى شعبكم وكفاكم تمزيقاً للوطن والنسيج الاجتماعي والوطني، فالقضية اندثرت واختفت معالمها وتاهت بين الحصول على أنبوب غاز وكابونة هناك، وبقي صورة ذاك الفلسطيني القاتل والخائن لدينه ولوطنه هي صورة المناضل الذي تغنى به العالم يوماً.

رحم الله كل الشهداء واسكنه فسيح جناته