قرار اجتياح قطاع غزة سيتخذ في 11 يونيو والتنفيذ في 14 يونيو الجاري

خلافاً لما تنشره وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة بان هناك خلافات في الرأي بين رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، ووزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني ووزير الحرب أيهود باراك وبعد دعوة كل من براك وليفني لأولمرت للاستقالة، فان الحقيقة مغايرة لما تم ذكره حول جلسة المشاورات الأمنية التي أجراها عصر أمس الأحد كل من أولمرت وباراك وليفني ورئيس جهاز الشاباك وقائد هيئة الأركان العسكرية غابي أشكنازي وعدد من ضباط الجيش، بما يتعلق بشن عملية عسكرية واسعة النطاق في قطاع غزه.



فقد ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنه بسبب الخلافات بين أولمرت وبراك وليفني لم يتم التوصل لاتفاق لعقد جلسة للمجلس الأمني المصغر للمصادقة على 'إما اتفاق التهدئة وإما القيام بعملية عسكرية في غزة'، ولكن الأمر الذي تم خلال الجلسة هو أن كل من أولمرت وليفني وبراك قد صادقوا على العملية الواسعة النطاق ولكن التنفيذ يتم بعد عودة أولمرت من واشنطن.



فبعد انتهاء زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي لواشنطن وعودته لإسرائيل سيجتمع كل من أولمرت وبراك وليفني واشكنازي وديسكن للمصادقة على العملية العسكرية في القطاع حيث ستعقد الجلسة يوم الأربعاء المصادف 11-6-2008 أما المباشرة في بدء العملية سيتم بتاريخ 14-6-2008 في اليوم الذي سيطرت فيه حماس على القطاع.



وفيما يتعلق بأهداف زيارة أولمرت لواشنطن والالتقاء مع الرئيس الأمريكي جورج بوش ورؤساء منظمة إيباك اليهودية فإضافة لما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية بان أولمرت سيلتقي بوش بما يتعلق بصفقة لشراء 25 من طائرات الشبح الأمريكية المتطورة، إلا أن هناك هدفا أخر لأولمرت، حيث سيحاول خلال اجتماعه برؤساء إيباك الضغط علي الرئيس الأمريكي جورج بوش ليهدد مصر ويوصل لها رسالة بأنه في حالة فتح مصر للحدود بين مصر وغزة خلال العملية العسكرية، فان الولايات المتحدة ستضطر لقطع المزيد من أموال المساعدات المالية لمصر والتي تقدر حاليا بـ2 مليار دولار والتي كانت قبل أشهر 2,200 دولار ولكن الكونغرس وبعد ضغوط من مسؤولين إسرائيليين قلص حجمها بـ 200 مليون، لعدم قيام مصر بفعل المزيد لمنع عمليات تهريب الأسلحة من سيناء.



الأمر الثاني الذي سيطلبه أولمرت من بوش أن يدعم الأخير اسرائيل في مجلس الأمن باستخدامها لحق النقد الفيتو في حالة قامت السلطة الفلسطينية والدول العربية بالمطالبة بوقف العملية العسكرية في غزة جراء سقوط عدد كبير من الأبرياء فقد صرح ضباط في الجيش الإسرائيلي بان اجتياح القطاع سيقع جراءه عدداً كبيراً من الأبرياء الفلسطينيين بسبب الكثافة السكانية داخل القطاع.



فبعد عودة أولمرت إلى اسرائيل لن يتم عقد جلسة للمجلس الأمني المصغر خشية لتسريب الوزراء لما تم اتخاذه من قرارات حيال غزة، وهذا الأمر أكده وزير الحرب إيهود براك في قوله 'إنه لا يثق في وزراء المجلس المصغر لأنهم سرعان ما يسربون ما يتم التوصل له من قرارات لوسائل الإعلان فرئيس الوزراء أيهود أولمرت سيقتصر بعد عودته لإسرائيل الجلسة الأمنية بحضور كل من براك وليفني واشكنازي ويوفال ديسكن وقائد الجبهة الداخلية في اسرائيل دون الرجوع لوزراء المجلس الأمني المصغر، وذلك على الرغم من أن معظم وزراء المجلس الأمني المصغر موافقون على الخيار العسكري.



مؤشر آخر هو أن المواجهة قد اقتربت وأصبحت وشيكة بين اسرائيل وحماس وفصائل المقاومة الفلسطينية هي التصريحات التي أدلى بها القيادي في حماس محمود الزهار لقناة الجزيرة قبل يومين حيث قال 'إن مماطلة اسرائيل بما يتعلق باتفاق التهدئة لن تبقي بما لا نهاية، بل فقط حماس ستنتظر رد اسرائيل حول التهدئة لأسبوعين لا اكثر.



وأضاف الزهار قائلا: إن لدى المقاومة الرد العسكري الكافي لرفع الحصار عن غزة، فحماس أيضا لن توافق بان يبقي الحصار مستمرا خشية من أن تفقد تأييدها في الشارع الفلسطيني'