غزة ومنحة فولبرايت...

أوردت بعض التقارير الإخبارية أن القنصلية الأميركية في القدس قررت إلغاء منحة فولبرايت الدراسية والتي كانت مخصصة لطلبة قطاع غزة ولأن سلطات الاحتلال رفضت منح أصحابها تصريحاً خاصاً للوصول من أجل الحصول على التأشيرة طبعاً ثم السفر الى الخارج.

لا شك أن هذا الخبر ليس هو الأبرز وسط حالة الحصار العام المفروض على القطاع والقهر الداخلي للمواطن داخل قطاع غزة ، لكنه أيضاً يعكس حالة الإنسان الفلسطيني وخصوصاً قطاع الشباب الذي لم يعد يعرف أي مستقبل ينتظره وأي مصير ينتظر أبناء القطاع نتاج حصار وظلامية تلأحقهم فإلغاء هذه المنحة التعليمية نموذج لحالة اللامبالاة التي تنتاب مؤسسات السلطة الرسمية ذات الصلة ، يكتفون يتحميل اسرائيل المسئولية ثم يرتاح بالهم ، وكأن المسألة حالة خبرية فبدلاً من التعامل مع هذه القضايا باعتبارها بعض من معاركنا اليومية وفضحها ضرروة ما أمكن ذلك ، يكتفون بأن يعيدوا الجواب العبري بالعربي وتنتهي المسألة هنا.

والمأساة الأكبر هو أن الجهات التعليمية أو وزارة الخارجية لا تعير الإهتمام الكاف الذي يجب أن تقوم به أولاً لحصول الطلبة على حقهم بالسفر كزملائهم من الضفة والقدس وأن تقوم بحملة سياسية وإعلامية لفضح العنصرية والظلامية الاسرائيلية واستخدام ذلك في المواجهة التي يجب فقط أن تقتصر على الوضع العام ، خاصة وأمنها منحة أمريكية فلا شبه سياسية ضد اسرائيل ، كثير من القضايا 'الصغيرة' قد يكون لها تأثير في الرأي العام خاصة ما يتعلق بالعلم والتعليم عند غيرها من القضايا الأخرى ، ويبدو أن الكسل أو الملل أو الضجر الذي ينتاب المؤسسة الرسمية يطال بعضاً من وسائل الاعلام التي لا تعير الاهتمام الكافي لمثل هذه القضايا ، لم نجد ما يشير الى أن إيقاف هذه المنحة تحتل مكانتها لا السياسية ولا الاعلامية ،والسبب غير واضح ، هل لا يعتبره البعض خبراً مثيراً أم أنه خبر حدث في منطقة هناك من أخبار بها ما هو أهم؟!

ولكن نعيد السؤال للجهات الحكومية ماذا أنتم فاعلون لهؤلاء الطلبة ، قبل أن يأت السؤال الأكبر لآلاف من طلبة القطاع ؟!

جواب ينتظره الناس أن كان هناك إهتمام بمثل هذه الأسئلة ؟