غزة تسير نحو الاستقلال.. والضفة نحو تبعية اسرائيلية...

أكدت صحيفة 'هآرتس' العبرية أن الموقف الإسرائيلي من التهدئة في غزة نابعٌ من حالة الانقسام بين اليمين واليسار، بمعنى أحرى بين أولئك المؤيدين للقيام بتحطيم حكم 'حماس' في القطاع وإنهاء إطلاق الصواريخ و بين من يؤمنون بالتقاء المصالح بين إسرائيل و'حماس' بوساطة مصرية.

وبيّنت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الخميس أن أحد العوامل التي تعيق التوصل إلى الاتفاق هو الصعوبة التي تواجهها إسرائيل في التسليم بحقيقة أن المقاومة بغزة تمتلك قوة عسكرية تستفز الجيش الإسرائيلي وتثير الانطباع، 'وكأن إسرائيل وليس الفلسطينيين هي المحتاجة لوقف إطلاق النار'، طبقاً للصحيفة.

وأشارت إلى أن رغبة إسرائيل في تحقيق اتفاق تعتبر نقطة ضعف في نظرهم والمعارضون للتفاوض يعتبرون كمن 'يلتف على الحكومة من اليمين'، موضحةً أن النقاش جرى في السياق الفوري – من سيكسب من وقف إطلاق النار؟؟.

وقالت الصحيفة :'في الخلفية يثور شكٌ في أن وقف إطلاق النار وإن لم يكن رسمياً يوفر الشرعية لـ'حماس'، ويعرقل مصالح إسرائيل في تصفية حكمها بغزة واستعادة سيطرة السلطة على القطاع'.

وأكدت أن الصراع ضد غزة يجمع عليه أغلبية الإسرائيليين والأطراف الدولية الشركاء في الحصار حول القطاع، 'ولكن من الأجدر تدارسه في سياق طويل المدى ودمجه في العملية التاريخية الجارية الآن'، بحسبها.

ولفتت 'هآرتس' إلى أن وقف إطلاق النار المترافق مع تسوية في المعابر خصوصاً معبر رفح سيؤدي إلى ترسيخ حكم 'حماس' ويؤدي إلى تكريس بناء أجهزة سلطوية ومتشعبة بعيداً عن الأجهزة القائمة في الضفة المحتلة.

وكتبت الصحيفة تقول:' يبدو أن وقف إطلاق النار حتى وإن كان هشاً سيكون مؤشراً لنقطة اللا عودة في الانشقاق الفلسطيني وانفصال المجتمع الغزاوي في كيان مستقل'.

وأوضحت أن الفصل بين مليون ونصف مواطن في غزة وبين الضفة يتيح لإسرائيل عملية سيطرة غير مباشرة من الخارج، قائلةً :' هذه السيطرة قد تتبدل بعد فترة طويلة من الحصار والعنف بسياسة عدم التدخل (بل المساعدة غير المباشرة) والتنمية الاقتصادية كوسيلة لتحويل الموارد البشرية من 'العنف' إلى آفاق تطوريه بناءه'.

واعتبرت الصحيفة أن الكانتون الفلسطيني الذي تتقلص مساحته إثر توسع المستوطنات ويعيش فيه مليونا إنسان يعتبر اليوم لب الشعب الفلسطيني، في إشارةٍ للضفة المحتلة، لكنه يتحول وفقاً للصحيفة بسرعة 'إلى منطقةٍ ملحقةٍ بإسرائيل بكل معنى الكلمة وفيه مجريات سياسية تشبه تلك التي مر بها عرب الـ 1948'.

وأوضحت أن 'هذه المجريات ستتكشف مع تصفية السلطة الفلسطينية التي سينزل وقف إطلاق النار عليها كضربةٍ قاضية'.

مشكور اخي العاشق الحزين التوقيع