توفيق ابو خوصة : غزة لن تقبل ان تكون مشيخة للحمير

نكبة تلتها نكسة لم تفت في عضد الفلسطيني اللاجئ والثائر والمقاتل ... شلال من الدماء ومعاناة وتضحيات لم تتوقف ... بيد نبني وبالاخرى نقاتل ... بالاصرار والارادة سقطت مشاريع الشطب والالغاء ... ومؤامرات التقسيم والتقزيم التي تعرضت لها القضية الفلسطينية .. وظلت فلسطين حاضرة في الجغرافيا السياسية كما هي في التاريخ والعمق الحضاري الانساني... وباتت الدولة الحلم قاب قوسين أو أدنى ... الى ان أطلت الفتنة الملعونة برأسها بعد فشل كل العمليات الارهابية والاجراءات القمعية للاحتلال الاسرائيلي في ضرب حالة الصعود الفلسطيني نحو تحقيق الاهداف الوطنية وتكريسها على أرض الواقع ..وقد تغيرت الادوات والشخوص ولكنه نفس الهدف الذي سعى اليه كثيرون على المستويين الاقليمي والدولي اي ضرب جوهر الوجود الفلسطيني ومصادرة القرار الوطني خدمة لاجندات خارجية لا تمت بصلة للحلم الفلسطيني... نعم لقد جاءت حركة الانقلاب والانفصال والانقسام من قبل مليشيات حماس لتحدث شرخاً عميقاً وضرراً بليغاً في منظومة العمل والقيم الفلسطينية مع ما تترتب عليه من ضرب الاسس التي حافظت طويلاً على بقاء واستمرارية القضية الوطنية ومنحها الرمزية والاحترام على المستوى العالمي...بعد انتفاضتين واقرار العالم كله بضرورة اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كمفتاح للامن والاستقرار فى المنطقة و العالم.. جاءت حماس بانقلابها وانفصالها... بدمويتها وارهابها الموجه للداخل الفلسطيني .. بكل المراهقة السياسية .... لتقول لا للدولة بعد ان دمرت وقوضت أسسها ومنطلقاتها... واغتصبت نصف الشعب والارض داخل الوطن وشوهت صورة الفلسطيني ونضاله الوطني وامعنت فى اذلاله واهدار كرامته الشخصية والوطنية...وأصبح هم هذه الحركة الانقلابية اقامة مشيخة قميئة ومقيته قائمة على الوهم والخداع.. والبطش والارهاب ... وقبل كل ذلك فان مفاتيح الدخول والخروج منها واليها مرتبطة بارادات واجندات ومصالح اجنبية.. للأسف الشديد يدفع شعبنا الصامد ضريبتها من دمه وروحه وأبنائه ومستقبله الوطني ... نعم ان هذه المشيخه.. اللعنه.. قد جعلت للحمار قيمة اكثر من الانسان واعادت الحياة في قطاع غزة الى عقود من الزمن خلت... دون ان يرمش جفن او يتحرك بقية من ضمير لدى قادة المشيخة الذين ينعمون بالغاز والبنزين والسولار... وكل اشكال الكماليات الخدمية والتموينيه والامتيازات التي لم تكفيهم لذا اطلقوا العنان للقتلة وتجار الحرب وعناصر مليشياتهم للابتزاز والنهب والسلب والسطو على ادنى مقومات الحياة ... وتركوا المواطن المقهور والمسحوق يواجه قدره مع حمير المشيخة التي أصبحت تتحرك بالحجز المسبق وعبر نظام الطلبات لنقل المرضى والمحتاجين... وهي تهزأ بالمواكب السيارة والجرارة لقادة المشيخة وزعرانهم الاشقياء...بعد النكبة والنكسة يوازيها ثورة وانتفاضتان الكل الفلسطيني يتطلع الى انجاز الدولة العتيدة فيما يختزل أصحاب الانقلاب القضية فى تثبيت اركان المشيخة عبر تهدئة او هدنة مفتوحة يلهثون ورائها مع الاحتلال الاسرائيلي لتأمين رؤوسهم اولاً ثم أولاً ثم أولاً ومن بعدهم فليأتي الطوفان أو تسونامي لا فرق... ان الخوف المزلزل هو الذي يسيطر على قادة المشيخة فيما يغطون ذلك بشعارات العظمة الخادعة والمزايدات المفضوحة بالممارسات المشينة لادعياء ودعاة الحكومة الربانية... لقد مر عام من الفشل المتوالي على سلطة الانقلاب الدموي ويزداد الخناق احكاماً على رقاب ابناء القطاع الصامد فيما المستفيد الوحيد بعد الاحتلال هو مليشيات المشيخة واذا كان الاحتلال قد اراد ان يبتلع البحر غزة ولم يحصل ذلك فقد ساهمت ظروف محلية واسرائيلية واقليمية في ان تقوم حركة الانقلاب الحمساوي بابتلاع غزة... ولكنها لن تستطيع هضمها وستبقى غزة شوكة عصية ومنجلا صلبا فإما أن تنفجر في قلب حماس أو تتراجع عن اوهام عملية الابتلاع المجنونة... لان غزة لن تقبل ان تكون مشيخة للحمير فهي اول الرصاص والحجارة... أول السلطة و بوابة الدولة ...