# تطرقت في حديثك إلي الرؤية التي قدمتها للرئيس ابو مازن واسماعيل هنية لاصلاح الاجهزة الأمنية ما هي هذه الرؤية ؟
- الرؤية كما قدمتها هي كالتالي : حالة الانهيار في الواقعين السياسي والأمني التي تميز حال السلطة الوطنية الفلسطينية والفلسطينيين في السنوات الأخيرة إنما تحتم علي القيادة الفلسطينية أن تتخذ كل ما تتطلبه لحماية أمن الوطن والمواطنين في يومهم وغدهم ومواجهة الاعتداءات اليومية علي مكتسباتهم ومصالحهم وانجازاتهم. لذلك فإن القيادة الفلسطينية ومن خلال مجلس الأمن القومي تتعهد بدعم المؤسسات الأمنية وتعزيز جهود قياداتها وأفرادها، وتوفير كل الامكانيات التي تمكنها من القيام بمهامها الوطنية. وعليه فإن أولويات هذا المجلس هي إعادة صياغة مكونات المنظومة الأمنية الفلسطينية.
لقد برزت حاجة ملحة في السنوات الأخيرة لبلورة رؤية وطنية لمفهوم الأمن ودور المؤسسة الأمنية، مما يستدعي مشاركة الجميع في مؤسسة الرئاسة، والحكومة، والمجلس التشريعيي والفصائل والقوي، ومؤسسات المجتمع المدني، وممثلي القطاع الخاص، في صياغة هذه الرؤية وفقا لروح اتفاق مكة وما سبقه من اتفاقات بما يكفل حماية الحياة المدنية للفلسطينيين وفي جوهرها الركائز القيمية للنظام السياسي الديمقراطي.
إن جوهر هذه الحاجة هو حقيقة ما ينبغي أن تكون عليه المؤسسة الأمنية، فهي المؤسسة الشرعية الوحيدة التي تمتلك السلاح، وهي أكثر المؤسسات تنظيما، وأجلاها عقيدة وانتماء، وأقواها رباطا ولحمة بين أبنائها. وفيما غُيّبَت هذه الميزات وهي عناصر حياة المؤسسة غابت فيها الحياة تحت طائلة شهوة
المسؤولية عن تحديد المصالح الوطنية متجاوزة المؤسسات السياسية والتشريعية المنتخبة.
إن الاتفاقيات السياسية التي وقعتها منظمة التحرير الفلسطينية بالإضافة إلي الواقع الوطني والقومي وإمكاناتهما، تتطلب صياغة إستراتيجية أمن قومي تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية.
هذه الرؤية المنشودة ينبغي أن توفر احتياجات هذه المؤسسة بشكل متوازن لايخل بمتطلبات الأمن القومي للفلسطينيين من ناحية، ولايبتلع مواردهم الأساسية وعناصر تنميتهم من ناحية أخري.
وانطلاقا من هذا التوجه فإن المطلوب هو بناء منظومة أمنية مهنية مؤثرة وفعالة تقوم علي المبادئ الأساسية التالية في كافة عناصرها وهي العقيدة الأمنية، الثقافة الأمنية وحقوق الإنسان، التشريعات، والأجهزة الأمنية من حيث هياكلها، وصلاحياتها، وأدائها.
أولاً : الحيادية
وتتمثل في:
عدم تدخل الأجهزة الأمنية أو مسؤوليها لصالح فصيل علي حساب فصائل أخري، بما يمثله ذلك من ضامن لمبدأ تداول السلطة وركيزة رئيسية في معالم النظام السياسي الديمقراطي.
اعتماد معايير المهنية والكفاءة في اختيار منتسبي الأجهزة الأمنية، وليس علي أسس الانتماء السياسي أو العشائري أو العائلي.
ثانياً : المهنية:
وتتمثل في:
تخضع المنظومة الأمنية لرؤية مدنية تقف علي رأسها السلطة السياسية، وتقوم الأجهزة بتنفيذ تعليماتها.
يكون ولاء المنظومة الأمنية ومنتسبيها للقانون الأساسي للسلطة الوطنية، وتعمل من أجل سيادة القانون.
لا تتدخل المؤسسة الأمنية بالتأثير في صناعة القرارات السياسية دون أن يطلب منها رأي مهني، ولا يتولي رؤساء الأجهزة الأمنية ومنتسبوها مهام سياسية أو حزبية، ولا يسمح لهم بالمشاركة في فعاليات الحياة السياسية اليومية خلال تواجدهم علي رأس مهامهم.
ثالثاً : التشريعات والمستند القانوني: ويتمثل في:
- الالتزام بالعمل وفقاً للقوانين المقرة خدمة للرؤية الوطنية المنشودة وتطوير نظام عمل الأجهزة الأمنية المختلفة.
- تطوير القوانين الخاصة بعمل الأجهزة الأمنية مثل قانون الخدمة لقوي الأمن، وقانون المخابرات العامة.
- وضع لوائح خاصة لعمل الأجهزة (كل بمفرده) استنادا إلي القوانين الخاصة بها.
رابعاً : الهيكليات والبناء الإداري:
وتتمثل في:
1- إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية اعتمادا علي دمج ما يتشابه منها في المهام وتحديد صلاحياتها بشكل محدد.
2- تحديد وتنظيم تسلسل الأوامر (القيادة والسيطرة) في المؤسسة الأمنية ولها بما يكفل هرمية القيادة والسيطرة.
خامسا: الرؤية و العقيدة الأمنية:
وتتمثل في اعتماد رؤية أمنية واضحة ورسالة محددة للمنظومة إضافة إلي عقيدة أمنية واضحة انطلاقاً مما يلي:
- أن تقوم علي أساس استراتيجية دفاعية.
- أن تضمن في حدها الأمني حماية وصيانة القانون الأساسي 'الدستور' وسلامة ومصلحة الشعب الفلسطيني.
- أن تستجيب لاحتياجات الفلسطينيين الأمنية في حدودهم السيادية علي المستويين الفردي والجماعي.
- أن تبتعد عن سياسة الأحلاف والمحاور والتناقضات الدولية والإقليمية ولا تشكل تهديدا لغيرها.
سادسا: الرقابة الداخلية:
وتتمثل في:
- خضوع المؤسسة الأمنية وقادتها للرقابة من قبل المستوي السياسي.
- تقدم المؤسسة الأمنية تقارير دورية عن عملها للجهات الرقابية المختصة.
- تنظيم آلية رقابة وطنية لمعايير جودة عمل المؤسسة الأمنية.
سابعا: المساءلة والشفافية: وتتمثل في:
- خضوع المستوي القيادي للمؤسسة الأمنية لرقابة ومساءلة لجان متخصصة في المجلس التشريعي.
-- التحقق غير الدوري من قبل هيئات وطنية من معايير الالتزام بحقوق الأفراد وثقافة حقوق الإنسان.
ثامنا: موازنة المنظومة الأمنية:
وتتمثل في:
- تخصيص موازنة محددة ومعتمدة للمؤسسة الأمنية تأخذ بالاعتبار بناء منظومة أمنية مهنية وفعالة.
- تخضع معاملات المصروفات والمشتريات والعطاءات لقواعد العمل المالي القانوني والشفاف، وبرقابة
وإشراف جهات الاختصاص.
تاسعاً: دورية القيادة: وتتمثل في:يتم اختيار رؤساء الأجهزة الأمنية وفق مواد قانون الخدمة لقوي الأمن المتعلقة بهذا المجال، وإقرارها من مجلس الأمن القومي واعتماد ذلك من الرئيس بإصدار مراسيم التعيين.