®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ°
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ°

عسكري & سياسي & تنظيمي & ديني & تعليمي & ثقافي
 
موقع الشهيد سميالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلراسل الإدارةدخول

 

 الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق الحزين
المشرف العـــام
المشرف العـــام
العاشق الحزين


ذكر عدد الرسائل : 2016
العمر : 33
الإقامة : فلسطين ـــــ غزة
حركتك {فصيلك} : حركة
مزاجي : الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي 7azeen10
هواياتي : الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي Painti10
المهنة : الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي Studen10
My sms :


My SMS
[اكتب رسالتك هنا]


دعاء الملتقى : الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي 15781610
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي Empty
مُساهمةموضوع: الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي   الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي Emptyالسبت مايو 03, 2008 4:34 pm

العريس فتحاوي بينما العروس الغالية إلى قلبه حمساوية ، كان سيتم زفافهما بعد الانقلاب بشهر واحد ، ولكن الذي حدث أن خطيبته ورفيقة دربه استسلمت للوهم الكبير عندما لم تمنعه من الذهاب للعمل يوم الانقلاب ظنا ً منها أن الأخوة في حماس لن يرفعوا أسلحتهم على أخوة لهم في النضال والكفاح ، لم يصدق الحدس رغم العواطف الجياشة وأن ما في العواطف ما قد يترك كارثة ، ومنها ما يتستفز الانهيار التام .

استشهد العريس بطلقة غادرة ، وترملت العروس الحمساوية ، شئ مبكي مضحك إلى درجة اللطم على خدود الجنون ، هي عذابات من الخرافة مثل التنجيم تماما ً لا يصدقها العقل وقد تحدث ، مثل السقوط من هاوية إلى بقايا إنسان تحطمه لعنات المستقبل وتبيد فيه آفاق الحاضر ، كان العريس يحتفل بهمومه يوم أن عاد محمولا ً على الأكتاف ، وكانت العروس الحمساوية في حلم عاصف لمولود فلسطيني اللون نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي ، انهارت ، مزقت أحلامها ، لعنة السياسة ومدافع الكلمات حين تصيب أروقة العقول بالتخدير السام ، وأقفلت الاذاعات بينما كانت ليلة الزفاف تعلن عن الحسم فوق الظروف ، والحسم فوق سلالم العناء ، وباتت المصيبة هي اللوحة الدامية التي تتدافع فيها رسومات الاحتقان والانقسام الشرعي للمجتمع الفلسطيني كله ، ولا أشبه منه سوى الإنسان حين يحز عنقه بيديه ، ويقطع رأس الأمل بأظافره بينما عاد الموت مسجى في ثلاجة هابطا ً من ثقوب الألم البغيض .

هناك من الحوادث الكثير التي تزوج فيها حمساوي فتحاوية والعكس صحيح ، ولكن ماذا فعل الانقلاب سوى زواج الهلاك لفصائل الروح وليس فصائل العمل الوطني كما يدعي البعض علينا أن نعترف الآن ، أن أول المصيبة نحن وآخر المصيبة نحن وأن تلك المصائب لو أخذنا منها بعض الاعتبار فهي إشعال للتذكر ، وزجر للخطأ ، ونذير مقدم ، وعندما تنسف الكبــِر لابد من العودة عنها والاعتراف للشعب الفلسطيني أن الانقلاب كان هو العار بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وهو لم يضر أكثر من الذين استعملوه ، ولم يحفل إلا بزحام الهموم والتراجع عن الأهداف ، ولنا أن نتصور كيف لبندقية أن تطلق الرصاص على العدو بدون أصابع ؟ فيصغر الهدف ويتقوض الطموح من القدس إلى أرشيف قديم عن الفساد أو فتح معبر لبعض البضائع وإن مشاهدة الوجوه وهي تتكرر لوطن ٍ ينزف من بكارة الموت المجاني ، دون هدف ولا رؤيا ، ولا حتى إصلاح سوى بعض الترهات والخزعبلات الساذجة التي تنطلق من هنا أو هناك لمسح بعض التكشيرة عن وجوه الأرامل والأطفال والأحلام ، كلها لم تزل تطلق الزغرودة في فضاء النكبة .

لعل النكتة التي نحن فيها أن الوطن صغير ، و الأفواه كثيرة ، والموت كبير ، وأبنية الأقارب والأهل والناس في الحارة وفي دكاكين البقالة والأسواق كلها من نمط واحد من جرح واحد ، من نفس المعاناة ونفس الملح ونفس التذوق لذات المصير ، فعندما تذهب لمنزل حمساوي تجد طعامه هو نفس الخبز ونفس التموين والبصل الأخضر ، و الماء الملوث ، البارد ، العزيز على القلب ، تجده عند الفتحاوي .

الفتحاوي والحمساوي أخوة من نفس الدين فكيف قام من هو ممتحن في الدين بالاعتداء مع سبق الإصرار والترصد ، إنها نكتة تحتاج منا إلى أن نقهقه بهستيريا حادة داخل السرايا الصفرا ونقول كيف يحيا الوطن ونحن نموت من داخلنا ألف مرة ؟ ونحن الجسد الذي قتل نفسه ليبحث عن الأمان ، إنها من سخرية القدر أو ربما لتصيب الخطأ أينما كان ومهما كان لا يمكن أن يقابل الخطأ بفساد عقلي وظلام روحي وانشقاق دموي ، ولو يعلم البعض أن العقل قد يجعل الجحيم جنة وقد يجعل الجنة جحيما ً لا سيما أن تعاسة السياسة قد تنسي البعض مهلة التفكير ، والعودة بعد القرار ، والعلة بعد السعادة ، فيصبح التصفيق على خدود الناس هو الخروج من المأزق ، ويصبح المشي فوق قبور الشعب هو أقرب الطرق للوصول إلى الهدف ، ولو يعلم البعض منهم أن التراجع عن الانقلاب هو التراجع عن موتهم قبل موت الآخرين ، وأن مسح الغبار عن الأرصفة هو تنظيف اللحى ، والاعتراف بالخطأ هو التكفير عن الذنب ، لأن الخطأ الأكبر هو الموت وأن أي تجاوزات أخرى من الممكن علاجها ومناقشتها وصياغتها وفقا ً للمصير المشترك لا وفقا ً للمصالح الدنيوية بينما يكون الصفح الجميل لمن عاش وضحى ، واستهلك كل مخزون الصمود الخرافي الذي أصبح أكثر مللاً من صفحة الوفيات اليومية لمواطن يقرأ خبر موته كل يوم ثم يضحك .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الابن الذي مات .. نصفه فتحاوي والنصف الآخر حمساوي
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ° :: ¤ô§ô¤~ القسم الرئيسي ¤ô§ô¤~ ::  أخر الأحداث والمستجدات -
انتقل الى: