أبو عبير في القاهرة .. أين شهداء الأقصى ؟

عندما يواجه الفلسطيني أسئلة موجعة في ظل غياب العقل والوجدان ، والنخوة أحياناً ، فان التريث لاستيعاب الأمور بطريقة أفضل يكون ملجأً آمناً .

فمنذ فشلنا في إعادة الوحدة بين أبناء المنكوبين رغم صعوبة الظروف ورغم التغيرات الإقليمية والدولية غير المواتية ورغم أننا نعيش في ظل الذاكرة المشحونة بالمحفزات الوطنية ، ورغم درب الآلام الذي امتد ستين عاماً من التشرد والهوان ، رغم كل هذا وأكثر فشلنا كما قلنا ولم يعد بالامكان

فهم ما يجري ، وحتى لو فهم المرء كل شيء في معادلة الصراع الفتحاوي الحمساوي المقيت والمميت فان العقل والوجدان الوطني يأبى أن يبرر لهؤلاء الحمقى

استمرار هذا العبث بشعبنا الذي قدم لهم كل شيء . لعلني في هذه المقدمة يجب أن أضيف العنوان الذي أردت الحديث عنه مرغماً (وأيم الحق) فأنا كما قلت أفضل التريث وإمعان النظر قبل طرح المسائل الملتبسة وهي كثيرة في هذا الزمن الغريب .

أبو عبير شخصية فلسطينية ارتبط ظهورها التلفزيوني على الشاشة الصغيرة بالحديث عن القتال والعمليات العسكرية ضد اسرائيل ، وكانت اطلالة الرجل تحظى أحياناً بجو كرنفالي وفلكلوري طيب وخلفه عدد من المسلحين الملثمين ، الأهم أنه كان يظهر لمهاجمة بعض رموز حركة فتح من المتنفذين في قطاع غزة مثل المشهراوي ودحلان والموصوفين في قاموس الكثير من أبناء حماس وغيرها بالفاسدين والمشبوهين ، وكان الأخ أبو عبير لا يتورع عن كيل الاتهامات لهؤلاء

رغم أهميتهم في ذلك الوقت ، ولا ندري من أين ولا كيفبقي الأمر على سويته ولم يتم اعتقال أبو عبير أو المس به ، ذلك أننا نعرف الإمكانيات التي توفرت لهؤلاء الذين كان يهاجمهم أبو عبير .

الملفت أن الأخ أبو عبير موجود الآن في القاهرة للمشاركة في الحوار مع السلطات المصرية بهدف

التهدئة مع العدو الصهيوني ، وهو بصفته وشخصه سيمثل الشعب الفلسطيني ومقاومته على هذا الصعيد ، صحيح أنه ليس الممثل الوحيد لكنه الرجل الذي كان يثير

ظهوره في الأماكن الخطرة وبتصريحاته النارية موجة من المشاعر المتناقضة لدى الجمهور الفلسطيني ، وبالنسبة لي كنت أجده شجاعاً وطريفاً أيضاً .

بالطبع هناك وجوه لم نرها سابقاً وأسماء لم نسمع

بها طوال مشوار الثورة والمقاومة وهذا أمر طيب

وعظيم ويدل على أن شعبنا لا يعدم القادة أو الوجوه

الشابة والمجربة خصوصاً في العمل العسكري والجهاد

، غير أن الملفت هو غياب وجوه من حركة فتح وأخص هنا

ممثلي شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح فأين

هم ولماذا الغياب ؟

لا أريد الحديث كثيراً عن شهداء الأقصى فربما

تاريخهم وعملياتهم ورموزهم القابعة في السجون

الإسرائيلية تتحدث عنهم ولكن في ظل النشاط القائم

الآن من أجل التهدئة مع العدو الصهيوني ألا يجدر

بفتح وباقي الفصائل أن تتيح الفرصة لممثلي هؤلاء

المقاتلين الأشاوس للمشاركة في شأن يعنيهم كغيرهم

إن لم يكن أكثر ؟.

صحيح أن الزمن تغير وأن الدنيا ما عادت كما كانت ،

لكن الصحيح أيضاً أن هذه الدنيا تصغر ويبان فيها كل

شيء ولذلك وبرغم كل الغرائب التي نرى لابد أن

نتساءل عن وحدة الأداة وليس فقط القيادة السياسية

على أهميتها . إن وجود شهداء الأقصى بجانب عز الدين

القسام وباقي الفصائل والكتائب ( ولا بأس من وجود

الأخ أبو عبير وغيره من الأبوات الشباب ) سيكون

باعثاً على الأمل في استعادة الوحدة التي يأس شعبنا

من إمكانية استعادتها لسبب بسيط يقول أنه في ظل

الظروف الصعبة جداً التي نعيشها وتعيشها قضيتنا

الوطنية فان فشل الوحدة يعني استحالة تحققها في

المستقبل أو في ظروف أقل قسوة أليس هذا منطق الأمور

؟ إنني أضع كل استفساراتي وكل هواجسي بين أيدي

الإخوة في حركة فتح خصوصاً ، وحماس ، وبين يدي كل من

هو قادر على تفسير ما يجري وما نراه فربما نجد شيئاً

من المنطق ، وربما يتكرم علينا بعضهم فيخبرنا

بحقيقة ما يجري . وشكرا سلفاً على أي مساعدة في هذا

الشأن ، والأمر من قبل ومن بعد لرب العباد الذي

نتضرع له أن يلطف بأهلنا وشعبنا في غزة والضفة وفي

كل أصقاع الدنيا وأن يكون العام الستون نهاية الألم

والارتباك .

مشكوووووووور أخى