خاص الجندل
'لأن الوطن أغلى من الجميع ... فهو رمز للعزة والكرامة ... به نحيا ومنه نستمد إنسانيتنا بهذه العبارة بدء الدكتور جمال المحيسن محافظ نابلس حديثه للكوفية برس التي أجرت معه هذا اللقاء ..وأكمل قائلا: فالوطن يَمنحنا الحق بالحياة الحرة الكريمة وهو الحاضنة التي تُحافظ على تراثنا وجذورنا، ويُـورثها للأجيال القادمة، لذا فإن الواجب يتطلب منا جميعاً الوفاء للوطن وتجسيداً للإنتماء له بالعمل الصادق وتَحمل المسؤولية بكل إخلاص وأمانة بعيداً عن الذات .
لهذا تَشرفت بتكليفي من قبل سيادة رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية الأخ محمود عباس لحمل المسؤولية الكبيرة التي تتطلبها الأوضاع الصعبة التي تعاني منها نابلس، والتي تحتاج إلى جهود كبيرة وحشد كل الجهود والطاقات، من أجل إعادة محافظة نابلس إلى مكانتها وازدهارها.
س : حضرتم إلى مدينة نابلس وكانت الفوضى والفلتان الامني يعم المدينة فما هو السلاح الذي تسلحتم به لاستعادة الأمن والأمان ؟
ج : أولا ًكعضو مجس ثوري بحركة فتح والتي هي فجرت الثورة وقادة المسيرة وصاحبة المشروع الوطني وحاميته وبعد الأحداث الدامية التي عصفت بقطاع غزة والحديث كثير في مدينة نابلس كان حافزاً لي الحضور إلي هذه المدينة بمهمة وطني حتى استطيع فعل شيء لانقاظها وانقاظ المواطنين لما تلعبه المدينة من دور سواء في شمال الضفة الغربية او حتى على مستوى الضفة بأكملها في الوقت الذي كان الموقف داعم من قبل سيادة الرئيس محمود عباس أبو مازن وفتح كافة الصلاحيات أمامي وتفويضي بكافة الصلاحيات كمحافظ اضافة الى صلاحيات اضافية في الوقت الذي كان داعماً فيه رئيس الوزراء ووزير الداخلية وقائد الأجهزة الأمنية المركزية أي انه كان هناك إجماع في القادة الفلسطينية أن الكل داعم للتطبيق القانون .
ومن اليوم الأول لتسلم مهامي كمحافظ لنابلس عاهدت نفسي والجميع على العمل من أجل النهوض بمحافظة نابلس ذات التاريخ العريق والتراث القديم، والتعاون من أجل تحقيق التنمية والتطور وإعادة عملية الإستثمار وجلب رؤوس الأموال لإعادة نابلس العاصمة الإقتصادية وللنجاح بهذه المهمة الوطنية وتوفير الأمن والنظام
وبالنسيبة لي شخصيا كان عندي قرار مسبق بفرض النظام والقانون مهما كان أو كلف الثمن وقد ايقنت أني قادم على فرض النظام مهما كانت النتائج حتى لو خسرنا الشيء القليل أفضل ألف مرة من أن نخسر الكثير وقد علمتنا تجربة غزة بعد أن تدمر المشروع الوطني من خسائر بشرية على يد مليشيا حماس وكم من أطفال وإصابات وقتلى حيث أن التدمير أصبح كاملاً في القطاع وان أي مخاطر كانت ستحصل فلم تكن لتقارن بالمخاطر التي ستبقى مستمرة في ظل الفلتان .
س : كيف استطعت تحقيق كل هذه الانجازات في وقت زمني لا يتجاوز الشهرين ؟
ج : قد يكون وضعي السابق ونشاطي السابق ساهم نوعا ما في هذا العمل وقمت بتجنيد كافة منظمات المجتمع المحلي بكافة شخصياته ومؤسساته للعمل ضمن الخطة الأمنية في الوقت الذي يأتي به هذا كله نتيجة التعطش لأي عمل لتطبيق الخطة الأمنية وقد وجدنا الاجابة الكاملة لمحاصرة الفوضى والفلتان بكافة اشكاله وانواعه ,ولو نظرنا بتقييم للأحداث لوجدنا ان الاجماع بالغلبية الموافقة لتطبيق الخطة الأمنية فمثال حين نزلت القوات الأمنية لمخيم بلاطة كان هناك نسبة تسع وتسعون بالمائة من سكان المخيم كانوا سعداء لما جرى هناك من احتواء لكافة المظاهر المسلحة وكذلك المثال في البلدة القديمة وكذلك المثال في المناطق المجاورة لنابلس مثل قرية حوارة وحتى ان اهل قرية حوارة هم الذين يطالبون الاجهزة الامنية بالوصول وتطبيق الخطة هناك وبس السيطرة الامنية وفرض النظام لان المواطن اصبح هو نفسه يتمنى انهاء مثل هذه الاوضاع وحتى نحن لم نكن لنتوقع مثل هذا التجاوب من المواطن وتمثل هذه السرعة في تطبيق القانون في اقل من ثلاث شهور .
س : الم تقلقك من أي اعتبارات أخرى خصوصاً أن مدينة نابلس كانت تضم عدد كبير من المسلحين والذين هم اصلاً تعودوا على الافراط في اطلاق الرصاص دون عمل حساب لأحد ؟
ج : أبدا لم يكن لدينا أي حسابات ذاتية ولم يأخذ هذا الجانب أي اعتبارات وإيماننا كان ولا زال كبير بالقضاء والقدر ولكنني كنت أقول لو أن أحدا أطلق الرصاص على دورية عسكرية فلسطينية أو على المحافظة أو المحافظ أو أي موقع عسري كان عندي إصرار أن ادخل بيته وان يحاسب ويخضع للقانون.
كما لمست من جميع المواطنين كل دعم من أجل فرض النظام والقانون وحَّث الأجهزة الأمنية على القيام بدورها لتحمل مسؤولية إعادة الأمن والنظام كخطوة لإستعادة نابلس لدورها الإقتصادي في مقدمة المدن الفلسطينية، لنبقى أوفياء للثوابت الوطنية التي إسشتهد الرئيس القائد أبو عمار، وهو متمسكاً بها، في مقدمتها الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى القرى والمدن التي هُجروا منها، وتحرير كُل أسرانا من سجون الإحتلال الصهيوني لنعيش في دولة ديمقراطية عصرية نُـفاخر بها بين الأمم، وفاءً لأرواح شهدائنا ولدماء جرحانا ولمعاناة أسرانا الطويلة داخل سجون الإحتلال، ولنأخذ دورنا في بناء دولتنا ونظامنا السياسي أسوة بجميع دول العالم
س : هل ترى أن رجل الأمن الفلسطيني ومنذ انطلاق الحملة الأمنية استعاد هيبته واحترامه في الشارع الفلسطيني ؟
ج : نعم نحن نفخر بما انجزناه لان من كانوا خارجين عن القانون لم يكونوا ليحترموا رجل أو امرأة او أم , فكيف سيحترمون رجل الأمن بعد أن أصيبوا بإعماء منذ أن بدئوا بالسلب والنهب والتعامل باخذ الخاوات وبالتالي اصبح كل أولئك معروضون للقضاء والقضاء سيأخذ دوره ولكن أتمنى من المواطنين كل من لديه شكوى أن يتقدم للقضاء وللجهات المختصة ليستطيع القانون اعادة الحق له, ولكن المشكله ان المواطن لدينا يتقدم بشكوى فنعتقل المشتكى عليه ولكن ليس للمواطن أي دليل لكي نستطيع مسائلته.
س: عطوفة المحافظ منذ دخولكم لمدينة نابلس كان هناك العديد من المشاكل والصعوبات اهمها كيفية التعامل مع ( سلاح المقاومة ) الفلسطيني وكيفية تسليمه وكيفية حماية المطلوبين للاحتلال؟
ج: اولاً موضوع السلاح هناك اتفاق مع الجانب الصهيوني من اجل الحصول على ما يسمى الاعفاء ومع كل أسف اقولها انه اتفاق ظالم على مظلوم ورغم ذلك فإن هدفنا بالسلطة هو حماية ابنائنا وجاء ذلك بقرار من الرئيس عباس بحماية هؤلاء الشباب الذين قادوا النضال لفترات وكانوا من الناس المنضبطين في نضالاتهم حسب العمل الوطني فهذه المجموعات تم تسليم سلاحها حسب اتفاقات كما تم التعويض على السلاح ومن هم داخل المعتقلات سيكونون لفترة ثلاث شهور ومن ثم يعودون إلى الأجهزة الأمنية ويكون تم الإعفاء عنهم .
س : الرئيس الفلسطيني محمود عباس قال في خطاب له أمام مؤتمر المانحين انه يتوقع ازالة 172 بؤرة استيطانيه اقيمت منذ العام 2001 واعادة فتح مؤسسات في القدس وكلها مؤسسات مجتمعية وتخفيف الحواجز العسكرية ووقف بناء جدار الفصل واطلاق سراح الأسرى بشكل فعلي وليس عبر خطوات رمزية فقط, فهل توقع من دولة الاحتلال الالتزام بتطبيق مثل هذه الخطوات .
ج : بداية الحواجز هي قضايا كبيرة عند الاحتلال فهي قضايا تتخذها كذرائع لموضوع الأمن ولكن نحن صراعنا على الأرض ولو أقاموا كل الحواجز بالضفة الغربية ولم ينسحبوا فليس لها أي قيمة ولا أنكر أنها تكون تخفيف من المعاناة التي يعيشها الفلسطيني كل يوم ولكن في النهاية نحن نبحث عن الحل الاستراتيجي الذي ينهي الاحتلال وكونها الآن انطلقت حملة سياسية في انابوليس واصبح العالم بأسره يعلم هذه العملية ومعنيين بنجاحها فلا شك أننا نامل من ان يتم الانسحاب من كافة الاراضي منذ عام 1967 وان تقام الدولة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين ولكن هنا ليس المعادلة كم ترغب دوله الصهاينة او لاترغب فهناك معاهدات دولية تتطلب فرض السلام في المنطقة.
كلمة عطوفة المحافظ لاهلنا في غزة والضفة ماذا تقول فيها؟
نحن نعلم ان قطاع غزة يمر من فوقه غمامة سوداء ولكننا على يقين بأنها ستزول قريبا ان شاء الله ولن نسمح بأن يحدث في الضفة ما حدث في غزة , وأقول أن الكثير من قادات حماس ومؤيديها في الضفة وغزة غير راضين عما يحدث,ولكن نعلم أن العلاقات التنظيمية فيما بينهم موجودة
ومشكلة حينما يظن مشعل نفسه خليفة في الوقت الذي انتهى به عصر الخلفاء الراشدين ولم يبقى سوى أن يقول بأنه معصوم عن الخطأ وتنظيمه تنظيم رباني مسير برسالة سيدنا جبريل علية السلام ,, أنا أقول أن هذا الوضع إن شاء الله سيزول
ولن نسمح أن تعيش الضفة في ظلام ولن تبقى غزة في ظلمة الانقلاب وان شاء الله سيتحرر الوطن من الاحتلال وتتحر غزة من الانقلاب .
عطوفة الدكتور جمال المحيسن محافظ محافظة نابلس في سطور..
الاسم : جمال أحمد حسين المحيسن .
مواليد : عراق المنشية / الخليل - 1946.
المؤهلات العلمية : دكتوراه في التربية وعلم النفس .
الحالة الإجتماعية : متزوج وأب لولد وأربع بنات
عضو مجلس طلبة في جامعة بيروت العربية عام 1969 / بيروت .
* عضو أمانة عامة في إتحاد المعلمين الفلسطينيين من 1975 - 1983 ونائب أمين عام لإتحاد المعلمين من 1983 - 1994 .
* عضو المجلس الوطني الفلسطيني منذ العام 1975 .
* عضو مكتب التعبئة والتنظيم منذ العام 1983 .
* أنتخب عضواً في المجلس الثوري لحركة فتـح في العام 1989 .
* شَغل منصب وكيل وزارة الشباب والرياضة منذ التأسيس .
* مسؤول لجنة الرقابة الحركية في المحافظات الشمالية .
* عضو المحكمة الحركية منذ العام 2006 .
* عيـن محافظاً لنابلس بدرجة وزير بقرار من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بتاريخ 11/07/2007
موضوع: محافظ نابلس .. لن نسمح أن تعيش الضفة في ظلام وسنحرر غزة من الانقلاب 
الثلاثاء أبريل 22, 2008 1:54 pm
