ضرور الناس تقرأها

رسالة التعبئة والتنظيم رقم (4)
السؤال الذي يتردد على السنة أبناء فتح وأبناء الشعب الفلسطيني عامة يتعلق بالخشية من استعادة الحوار مع حركة حماس، ووضع أبناء حركتنا الأبية ومؤسسات الحركة في قطاع غزة.

إن حركة فتح بتحسسها للنبض الفتحوي لتؤكد موقفها الذي أعلنته لجنتها المركزية والمدعم بموقف أبناء الحركة وأطرها في كل مكان، انه لا مجال للشروع في الحوار مع حركة حماس التي أظهرت وجهها الانقلابي والاستفرادي مكشوفا بلا تحفظ. لقد اعتقدنا في بداية الأحداث أن الهجوم الشامل الذي شرعت به حركة حماس جاء نتيجة لقرارات صدرت عن تيارات انقلابية في الحركة، محاولين جهدنا أن نربأ بالقيادة السياسية التي وقعت معنا على اتفاق مكة من جريرة الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة ابتداء من جريمة الانقلاب وتقسيم الوطن وانتهاء بجرائم قتل الأسرى من أبناء فتح ومنتسبي الأجهزة الأمنية، والاعتداء على ممتلكات رموز الثورة الفلسطينية وخصوصا بيت القائد الرمز ياسر عرفات، ومقر الرئاسة الفلسطينية وبيت الرئيس محمود عباس. لكننا بعد أن استمعنا إلى خطاب النصر الذي أطلقه خالد مشعل، أدركنا تماما ان ما حدث هو توجه مبيت ومخطط له من قبل كافة مستويات حركة حماس، مما يشركها جميعا بدون استثناء في تحمل تبعات هذه الجرائم. الحوار يتطلب موقفا مبدئيا من قبل طرفي الحوار، خصوصا إذا كان الحوار يدور داخل حدود الوطن الواحد وبين أبناء الشعب الواحد، وأول مبادئه تحريم العنف بين الأطراف واحترام وحدة وسلامة أراضي الوطن وحرمة الدم واحتمال الرأي الآخر، كل هذه المحرمات تم اختراقها ويزيد، فكيف يمكن لحركة فتح أن تعود إلى طاولة الحوار في حين أننا امتلكنا تجربة الخيانة والطعن في الظهر، يحدونا في ذلك الحديث النبوي الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين". وما علينا هنا إلا أن نشير مجددا أن الجرائم التي ارتكبت لم تكن في حق فتح وحدها، فتلك الجرائم مست الشعب الفلسطيني بكامله ومست فصائل منظمة التحرير الفلسطينية بدون استثناء، كما إن الضرر الذي لحق بالوطن وبالشعب ليس ضررا ماديا فحسب، بل تعداه ليمس جوهر الأخلاق والقيم العربية والإسلامية والوطنية، كما أنها كسرت السياق الوطني التاريخي للثورة الفلسطينية القائم على حرمة الدم الفلسطيني ووحدة الكفاح الفلسطيني والتي عبرت عنه حركة فتح في بياناتها التي تلت ارتكاب جريمة الانقلاب بتحريم قتل أو إيذاء أي شخص مهما كان انتماءه سواء في نفسه او كرامته او بيته او ممتلكاته، وتحريم الانتقام حتى لو كانت دوافع الانتقام شديدة. ومن حيث شمولية الجريمة التي ارتكبتها حركة حماس ومساسها لكافة أبناء الشعب الفلسطيني وفصائله، فإن حركة فتح سوف تضع هذه القضية أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقرر عقده يوم الأربعاء 20/6/2007، حتى يتم وضع هذه الجرائم أمام محكمة الشعب ومؤسسات منظمة التحرير وقوانين السلطة الوطنية والقانون الفلسطيني. التي يجب أن تشترط وفق منظورنا إلغاء كل ما ترتب على الانقلاب الإجرامي لحركة حماس، ومعاقبة القتلة ومنتهكي الحقوق والكرامات، وتطبيق المرسوم الرئاسي بإخراج القوة التنفيذية من نطاق القانون، ومحاسبة أي مستوى سياسي في حركة حماس مهما ارتفعت درجته شارك باتخاذ القرار. أما حول أبناء الحركة ومؤسساتها في قطاع غزة فإننا نتوجه بالتحية إلى إخوتنا الصامدين في القطاع، ونشدد على وحدة الحركة بجميع أبنائها في كافة أنحاء العالم، حركة فتح في غزة بخير وقد فشلت محاولة حماس المكشوفة للتفريق بين أخوة الكفاح الواحد وأبناء العائلة الواحدة، أبناء الشهيد ياسر عرفات الذي قامت الزمرة الطاغية بتدنيس بيته دون وازع أو ضمير. نثمن ونثني على النداء الذي انطلق أول أمس من أبناء الحركة في قطاع غزة، والذي دعا أبناء الحركة إلى العودة إلى مكاتبهم وأعمالهم وأنشطتهم الوطنية في خدمة الشعب الفلسطيني، كما أننا ندعوهم إلى حماية المكتسبات الحركية والمواقع الحركية وكافة المؤسسات الوطنية والدينية الفلسطينية. ليتوجه أبناء حركة فتح جماعات جماعات إلى بيت الشهيد الرمز ياسر عرفات للدفاع عن مكانة وكرامة هذا البيت الذي ضم في أحضانه والد المجاهدين من أبناء شعبنا ولنعلن عن غضبنا الشديد وغضب أبناء شعبنا في وجه المدنِسين المدنَسين، وليتوجه أبناء الحركة إلى الكنائس والمدارس لحمايتها من اعتداء المهووسين فاقدي الضمير، فأبناء حركة فتح الذين صمدوا في وجه الاحتلال الإسرائيلي على مدار سنوات الاحتلال البغيض، هم الأقدر من غيرهم على مواجه أي تحد من أي جهة كانت. المجد والخلود لأبطالنا الشهداء المجد لروح الشهيد ياسر عرفات المجد لأسرانا البواسل والنصر للشعب والوطن