عيد الحب في غزة‘ الغزيون يقدمون الورود للأبقار والماعز
التاريخ : 13/2/2008 الوقت : 14:24
--------------------------------------------------------------------------------
غزة، 13-2-2008، (وفا)- سامي أبو سالم
شذى الورد المنبعثة من الدفيئات الزراعية، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، لم يعكرها سوى روث البهائم التي لم تكترث، عشية عيد الحب، إلا بوجبة طازجة من الورد الأمريكي الجاهزة للتصدير.
ملايين الزهرات الحمراء والبيضاء والبنفسجية تدوسها المواشي والأغنام بحوافرها في أرجاء مختلفة من قطاع غزة. فالورود أضحت هي الوجبة الرئيسة للبهائم، ليس ترفاً، بل صورة من الصور العبثية التي رسمها الحصار الاسرائيلي على غزة.
على حافة الدفيئات الزراعية في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة قدم المزارع ماجد حدايد، المئات من باقات الورد المجانية لأحد الرعاة الذي وصل بعربة يجرها حمار، والذي كان له نصيب أيضاً من وجبة الورد الطازج. وفي الجانب اللآخر من الدفيئة، تهز الأبقار ذيولها وهي تلتهم هذه الوجبة النادرة في يوم 'الفالنتاين'.
تحطمت آمال حدايد في تصدير 16 مليون زهرة هذا العام بسبب الحصار الاسرائيلي على غزة، حيث تكبد خسائراً بلغت قيمتها هذا العام 1,700,000 دولار أمريكي.
يخشى المزارع حدايد، صاحب شركة 'البستان الأخضر'، أن تقيده السلاسل ويرزح مع اللصوص والمجرمين بعد أن يقاضيه العشرات من المؤسسات والأشخاص مطالبينه بديون تراكمت على كاهليه جراء 'تورطه' في زراعة 130 دونم (130 ألف متر مربع) من الورد.
ويقول حدايد: 'استأجرت أراضي زراعية ودفيئات من مزارعين وأصحاب أراض بمبالغ ضخمة، لا أعرف كيف سأسدد ديوني، أو كيف سأدفع أجرة العمال، أخشى أن يقاضيني هؤلاء ويدخل اسمي قائمة النصابين'.
مائتا عامل على الأقل يعملون لدى حدايد، يعيلون مائتي أسرة، كلهم باتوا الآن بلا مصدر زرق. وصلوا إلى حد اليأس بعد انتهاء فترة الأعياد في أوروبا والتي آخرها عيد الحب.
أنتج حدايد 16 مليون زهرة، جلها من القرنفل الأمريكي، تساوي كل زهرة في الأسواق العالمية ما يقارب 30 سنت أمريكي، كان مفعم بالأمل أن يحقق أرباحاً جيدة هذا العام، بيد أن شبح الحصار كان له بالمرصاد ما أجبره أن يقدمها طعاماً للبهائم.
وفي اشارة إلى تفاصيل الحصار أشار حدايد إلى الصعوبات التي يواجهها المزارعون سواء الحصول على مواد كيماوية أو نقص الوقود أو انقطاع الكهرباء الذي يؤدي إلى توقف ثلاجات التخزين واتلاف مئات الآلاف من الزهرات.
بيد أنه أكد أن: 'العمود الفقري للمآزق التي تجابه المزارع هو اغلاق المعابر ومنع التصدير، فانقطاع الكهرباء والوقود من الممكن التغلب عليها باسلوب أو بآخر، لكن كل الجود تنهار أمام الحصار، لأن كل ما نحاول انجازه يتوقف على فتح المعابر.'
وحول محاولة اغاثة بعض المؤسسات الأجنبية والمحلية للمزارعين قال حدايد إن المؤسسات الأجنبية قلصت بل وجمدت أنشطتها في قطاع غزة في ظل حكم حماس، أما المؤسسات المحلية فقد شح عطاؤها بسبب الحصار أيضاً.
أما المزارع عبد الله أبو حليمة، من بيت لاهيا، شمال قطاع غزة، فقد يأس منذ أمد طويل من زراعة الورود الخاصة بالتصدير.
ويرى أبو حليمة أن الحصار لم يُفرض على غزة منذ ثمانية أشهر، بل منذ ما يزيد عن خمس سنوات، لذا ترك زراعة الورد الخاص بالتصدير باكراً واكتفى باختزال مساحة الزراعة إلى ما يقارب عُشر المساحة.
'كنت أزرع سنوياً 18 دونم من الورد التصديري، منذ ما يزيد عن عامين أزرع دونمين فقط للاستهلاك المحلي لما يخص الأفراح والمرضى وما إلى ذلك.'
انعدمت آمال المزارعين لهذا العام سيما بعد أن أعلنت الجمعيات الزراعية المصدرة للزهور في قطاع غزة عن إنهاء موسم التصدير للعالم الحالي، وذلك بسبب عدم إمكانهم من تصدير محاصيلهم للدول الأوروبية.
وفي مؤتمر صحفي عُقد في غزة أشار رئيس الجمعية الزراعية التعاونية في بيت حانون، غسان قاسم، إن المزارعين أنهوا موسمهم هذا العام بسبب عدم تمكن المزارعين من التصدير.
وأشار قاسم إلى أن المزارعين فقدوا الأمل هذا العام بسبب انتهاء فترة الأعياد في أوروبا، ولأن المحصول بحاجة إلى تكاليف عالية جداً للاستمرار في القطف اليومي، ولا يوجد لدينا ثلاجات كافية لاستيعاب المحصول.
كما أشار قاسم إلى انقطاع التيار الكهربائي والوقود الأمر الذي يقوض تخزين الورود الجاهزة للتصدير سما تلفها بعد تعرضها لمدة أربع ساعات في الشمس بعد القطف.