جامعة النجاح الوطنية .. الصورة التي تؤخذ مرتين

جامعة النجاح الوطنية.. الصورة التي تؤخذ مرتين

نابلس- كتب عبد الستار شريدة

كل الطرق المؤدية إلى مدينة نابلس سالكة بصعوبة منذ ما يقرب الثمان سنوات. حركة السوق في المدينة شبه كسيحة بعد أن خسرت نابلس حيويتها النادرة المعتمدة على تزاحم الأقدام الوافدة من قرى ومدن شمال الضفة الغربية.
الإسرائيليون بدورهم ما زالوا يتحججون بالدواعي الأمنية خلال لقاءاتهم مع ممثلي مؤسسات المدينة الناقمين بسبب الحواجز.
ولعل الثابت الوحيد في المتغيرات التي فرضها الاحتلال على نابلس منذ اندلاع انتفاضة الأقصى، هي الهجمة الإعلامية الشرسة التي تتعرض لها جامعة النجاح الوطنية في المدينة، بوصفها "أرض خصبة للانتحاريين"، و"جامعة الموت"، على حد تعبير بعض المواقع الإعلامية ووسائل الإعلام الإسرائيلية، الأمر الذي يبرر خنق سلطات الاحتلال للمدينة -حسب النظرة السائدة في الجامعة-، رغم اغتيالها لجميع القادة والمؤثرين في الأذرع العسكرية للتنظيمات الفلسطينية في المدينة، واقتصار العمل الفلسطيني المسلح فيها على جماعات مبعثرة وغير منظمة.
فجامعة النجاح التي ينتظم فيها ما يقرب من خمسة عشر ألف طالب وطالبة تعتبر "البنية التحتية الأساسية لحركة حماس، ومركزا لتجنيد العديد من –الإرهابيين- الفلسطينيين"، على حد تعبير موقع ict "ict.org.il" الذي يعرض صورا وأسماء الإستشهاديين وقادة العمل الطلابي إضافة إلى عرضه العديد من الأنشطة الطلابية الموجهة ضد الاحتلال.
المزعج في هذه الهجمة حسب قسم العلاقات العامة في "النجاح" هو محاولة وسائل الإعلام والمواقع الإلكترونية الإسرائيلية "قطع الروابط الإستراتيجية مع الجامعات في الخارج"، حيث تشير كل هذه المواقع في ختام كل عرض هجومي على "النجاح" إلى العلاقات الدولية لها مع المؤسسات العالمية بهدف حرمانها من المشاريع التطويرية وما يرافق ذلك من خسائر كبيرة.
في موقع ليتل جرين فووتبول little green footballs الذي يديره الأخوان تشارلز وميخائيل جونسون من لوس أنجلوس في الولايات المتحدة، حرص الأخوان على تحريض المؤسسات التعليمية على التعاون مع جامعة النجاح بوصفها "جامعة الموت"، إذ استمروا في إرسال رسائل إلى الجامعات العالمية لتحريضها ليس فقط على جامعة النجاح بل ضد الجامعات التي تتعاون معها بحجة أنها "تحتضن منظمات إرهابية".
جامعة داندي في بريطانيا إحدى الجامعات التي اضطرت إلى إزالة قائمة الجامعات الشريكة مع جامعة النجاح من على صفحات موقعها الإلكتروني تخوفا من استمرار قيام أعداء الجامعة بالتحريض ضدها أو مخافة إعطاء عنوانها للمزيد من الناس كي يقوموا بإرسال رسائل تذمر احتجاجا على قيام الجامعات الدولية احتجاجا على قيام الجامعات الدولية بإقامة علاقات مع "النجاح".
وقد أرسل الدكتور رامي الحمد الله رئيس الجامعة رسالة إلى جامعة داندي تأمل فيها انتهاء الإزعاج الذي تسبب به الأخوان جونسون، غير أن هذا الإزعاج الذي أمل بانتهائه الحمد الله مازال على ما يبدوا ذريعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي كي يشدد من قبضته على مدينة نابلس بالتوازي مع الحملة التي تشنها وسائل ومواقع الإعلام الإسرائيلية على جامعة النجاح، رغم توصيات الجامعة "بتبني إستراتيجية إعلامية منفتحة على العالم وثقافته وذلك بالتعاطي مع الغرب بشكل عملي بعيد عن الثورات الانفعالية والخطابات التي يستطيع الغرب فهمها ". كرد على الصورة المشوهة التي تم إلحاقها بنابلس وبجامعة النجاح الوطنية وطلابها.
انتهى

مشكور اسد الشمال

مشكورررررررر

مشكور

مشكور