غزة: ميليشيات حماس تفتتح العام الجديد بالدماء والالام وتصادر

في الوقت الذي احتفل فيه العالم بحلول العام الجديد عبر الحفلات الغنائية والالعاب النارية والزيارات العائلية فان شعبنا يحتفل ايضا في هذه المناسبة بانطلاقة الثورة الفلسطينية وله عادته وخصوصيته لاحياء المناسبات والاعياد ولكن في غزة كان الاحتفال اقسى من المألوف والمعتاد لانه اعتمد الحرب على الرايات ومصادرة الشموع والاعلام والاحلام من قبل ميليشيات الانقلاب.
ففي سنوات ليست بالبعيدة كانت دبابات وطائرات الاحتلال تتسابق مع بابا نويل في ليلة الميلاد وترسل الهدايا من طراز القذائف والصواريخ وتوقع المزيد من الضحايا الا ان ميليشيات حماس هذا العام كانت السباقة لكل هؤلاء فقامت بعمليات القمع والخطف والقتل ومصادرة الامنيات والتوقعات لتفتتح العام الجديد بالمزيد من الدماء والالام وتبدد الامنيات والاحلام.(قتلت ميليشيا حماس ليلة الانطلاقة، ليلة رأس السنة سبعة مواطنين لمنع الاحتفال بالانطلاقة)
وكعادة كل عام فالجميع يتمنى ويتطلع ويحلم الا ان ما شهدته وتشهده غزة من انقلاب وممارسات وتعديات لم تترك لاي شخص مهما بلغت قدرته على التحمل بأن يتمنى لان الامنيات اصبحت هي الاخرى من المحرمات التي يجب عدم التفكير فيها وانما الاستسلام للامر الواقع ولذلك يتطلب الاكتفاء بالدعوات والمناشدات لانهاء هذا العذاب والقهر والظلم خاصة وانه في الوقت الذي كان يدعو فيه الرئيس محمود عباس في خطابه التاريخي بمناسبة الانطلاقة الى فتح صفحة جديدة في العلاقات الوطنية تم الرد على ذلك بصورة سريعة باراقة دماء جديدة وبريئة كانت تحاول ان تحلم بيوم وغد اجمل مع بداية عام جديد فاذا كانت الامنيات لها نصيبها من تلك الممارسات القمعية فماذا تبقى للشخص للتعبير عن حريته الشخصية واحلامه السنوية!.
وفي هذا السياق قال المواطن وليد شحيبر 31 عاما من سكان حي الدرج بغزة انه كان يتواجد على باب منزله مع اطفاله فتحي وديانا ووليد ومحمد واكبرهم في العاشرة من العمر وفي ايديهم الشموع يحاولون ادخال الفرحة والامل مع بداية العام الجديد الا انه فوجئ بحضور مجموعة من ميليشيات حماس وطلبت منه انزال راية فتح الموجودة على سطح المنزل منذ فترة طويلة وعندما دار نقاش بينه وبينهم ورفضه تنفيذ ذلك سارعوا بضربه بالهراوات وعندما تدخل الناس وحاول تفادي ذلك والهروب من المكان فوجئ مرة اخرى باطلاق النار عليه من مسافة 4 امتار فقط واصابت الطلقة رأسه واخترقت الكوفية التي كان يضعها على رأسه ولم يتمكن من الذهاب الى المستشفى لتلقي العلاج لأن الميليشيات كانت تحاصر المكان وتقوم بعملية الخطف والاعتقال واطلاق النيران.
واكد شحيبر ان والدته ام وليد حاولت التدخل والاطمئنان على حياة ابنها الا ان الميليشيات قامت بالاعتداء عليها واطلقت النيران بصورة جنونية ما ادى الى اصابة العديد من المواطنين بجروح ورضوض مختلفة.
اما الطفلة اسيل التي لم تتجاوز من العمر اربع سنوات فأمسكت بيدها شمعة ووقفت تراقب منظر الالعاب النارية ولا تعرف لماذا كل هذا وكل تفكيرها ان هذا هو عيد ميلاد ولكن بعد دقائق انقلب الوضع واصبحت ترى وتسمع الاعيرة النارية والهراوات بدلا من الشموع والالعاب فصرخت ودخلت المنزل لتسأل افراد العائلة عما يدور ولم تجد الاجابة الكاملة لأن الكل كان في حالة ترقب وهلع مما شهدته غزة من حرب على الرايات والشموع والاعلام الفلسطينية.
اما الطفلة دلال فأكدت وبكل براءة ان حماس صادرت الرايات والاعلام والكوفيه ولكنها لم تصادر الاصوات التي انطلقت من الحناجر الفتحاوية لتعبر عن الولاء والانتماء موضحة انها تشعر بالفخر لما شاهدته من آلاف المواطنين الذين شاركوا بصورة عفوية من على اسطح المنازل والشرفات بالانطلاقة والعام الجديد مشيرة الى ان هذا هو الانتصار الحقيقي والرد الطبيعي على القمح والارهاب الحمساوي ضد البراءة والانطلاقة.
من جهتها قالت المواطنة ام محمد انها شعرت بالخجل اثناء مداهمة ميليشيات حماس لمنزلها للتفتيش والبحث عن الاعلام والرايات خاصة عند دخولهم لغرفة النوم وانزال الملابس الداخلية من الدولاب وكانت تسمع تعليقات غير اخلاقية دون السماح لبناتها بوضع الاغطية على الرؤوس كما تم تحطيم جدران بيت جارتها بالالات الحديدية والدخول اليه من خلال الفتحات بعد ان رفضت صاحبة البيت فتح الباب جراء تواجدها في الحمام.
اما المواطن سعيد فقال انه في بداية الاحتفال بالانطلاقة والعام الجديد شعر بنوع من الامل وكان يتوقع ان يمر هذا الاحتفال بسلام ولكن سرعان ما تبددت الامال عندما تم اطلاق النيران والاعتقال من قبل ميليشيات حماس ووقوع العديد من الضحايا وعمليات التخريب والتدمير والتي ادت الى تحطيم المعنويات والتوقعات للعام الجديد.
كما القت الممارسات الحمساوية بظلالها المأساوية على حركة المواطنين مع بداية العام الجديد خاصة في ظل اغلاق العديد من الشوارع بالحواجز والتي اعاقت حركة المواطنين وكأنه يوجد منع التجوال في عدة احياء بعد ان اضطر البعض للبقاء داخل بيوتهم تفاديا لأي اعتداء فيما اكتظت المستشفيات بالمواطنين الذين جاؤوا لتشييع الشهداء او متابعة اوضاع ابنائهم الجرحى.
كما اعرب عدد من المواطنين عن املهم بحدوث تحسن في الوضع الخطير الذي تشهده وتعيشه غزة منذ عملية الانقلاب وذلك عبر اجراء الانتخابات المبكرة والقيام بخطوات جريئة لانهاء عذاب السكان لانه لا يعقل ان تشعر مجموعة معينة بالامن والاستقرار على حساب المجموع الاكبر من المواطنين الذين يعانون من تدهور مستمر في اوضاعهم المعيشية والصحية وحقوقهم الانسانية وعلق سكان غزة آمالهم على الرئيس محمود عباس باتخاذ مواقف حاسمة لانهاء الوضع المأساوي خاصة وانه لا يعقل ان تبقى الدماء عناوين للاعياد الفلسطينية والوطنية بعد كانت مرتبطة بالممارسات الاحتلالية بحق شعبنا وبالتالي لن يشعر السكان بقدوم العام الجديد الا اذا حدثت تطورات جديدة تنهي حالة الانقسام والحصار والاقتتال والانقلاب لان هذا هو العيد الحقيقي لهم والذي ينقلهم الى وضع جديد بكل ما تعنيه الكلمة من معاني وخطوات نحو الأمل وانهاء حالة الألم والحزن المتجدد. ارجو الرد

مشكور