فتح لم تعلمنا أن نكون أشرار فتحاوي يروى أيام قضاها في سجون حماس

الظلم ظلمات يوم القيامة، ففتح لم تعلمنا بأن نكون أشراراً بهذه الوحشية العمياء ولن نكون بإذن الله حاقدين على أبناء شعبنا، إنها فتح برجالها الشرفاء، بدماء أبنائها الشهداء والجرحى والأسرى الأبطال صناع المشروع الوطني التي حافظت عليه عبرة صيرورة تاريخية حافلة بالنضال، فإن كسروا عظامنا وإن حطموا معنوياتنا فنحن صامدون وباقون هنا ، فالضربة التي لا تميتنا فهي تقوينا بعون الله، وإن أرادوا أن يصدروا أزمتهم الداخلية على حركتنا العملاقة فلهم الله، فجذورنا وأصالنا باقية وراسخة رسوخ الجبال، وقالها أبونا ومعلمنا قبل زمن 'يا جبل ما يهزك ريح' .




هذه العبارات البسيطة قالها أحد الأسرى الذين تم تعذيبهم في سجون حماس، حيث استهجن أسلوب عناصر حماس في التعذيب، قائلاً 'لقد أمضيت زهرة شبابي في سجون الاحتلال وتعذبت على أيدي المخابرات الإسرائيلية مرات في سجونها التي تنقلت إليها، ولن ينالوا مني يوماً، نعتوني زملائي الأسرى بوسام شرف يستحق التكريم ، كانت أعوام قد أراها قصيرة زمنياً سجلها التاريخ في ذاكرتي، واليوم شاهدت العجائب في أن أعذب في سجون حماس بوحشية لم أراها ولم اسمع بها يوماً، هل لأنني مناضل ووطني، أم مكافأة لأننا أبطال سجون أنا وإخواني وعائلاتي القابعين حتى اللحظة في سجون الاحتلال'.





وأضاف ' أتساءل لماذا الشبح أسبوعان ونحن واقفين، ومعصبين الأعين حتى أثناء الصلاة، الجلد والاهانة والسب، بلا شفقة ولا رحمة، بلا ماء ولا طعام ولا دواء، وإن أشتكى احدنا فإنه سينال الضربة التالية في نفس المكان الذي يتألم منه، محرومين من ابسط الحقوق التي حفظتها حقوق الإنسان والهيئات الدولية، حتى ببرقية تطمئن ذوينا عن أماكن تواجدنا، وإن كانت عبر الصليب أو عبر الوسطاء، جعلوا أفراد عائلاتي أسابيع تائهين بين الأقبية يبحثون عن معلومة لعلها تكون عامل إسعاف أو بريق أمل عن مكاني، سمعت عن حالات غادرت إلى المشافي ولكن لولا تدخل عناية الرحمن لكنت أحدهم.





وتابع ' أرسل لي أهلي طعام وشراب وملابس وسجائر، ومصروف شخصي، لكن أقسم بأنه لم يصلنا شيئاً، وأقولها ليس تحريضاً في ذوي الأسرى في سجون حماس حتى لا يرسلوا لأبنائهم، نعم هم يدعونكم لإحضار الطعام وغيره ولكن الحق يقال لن يصلنا شيئاً، فمن يسرق الوطن ويقتلنا دون وازع أوعذر ولا يزال يحتجز أبنائكم ويعذبهم، فهو أقدر على أكل المال والطعام وسلب الأمانات'.





وتوجه بالتحية لكل أبناء فتح الصامدين في زنازين حماس الذين يقارب عددهم أكثر من 700 أسير تم زجهم في الأقبية المتعددة، بدءاً من المسجد والمدرسة وانتهائاً بالبيوت، فلكم الله يا أبناء فتح، فاصبروا لأن الله مع الصابرين، رغم نزيف الدم من أجسادكم.