حـكاية قاتلة حماتها القتيلة هددت القاتلة بزواج جديد لابنها

لم تكن العجوز سميرة تتصور أن يكون اختيارها لزوجة ابنها سوف تكون فيه نهاية حياتها‏,‏ وكان كل تفكيرها أن يتم زواج ابنها من محبوبته كريمة التي كان عمرها‏17‏ عاما‏,‏ ولكن تأتي الرياح بمالا تشتهي السفن‏.‏

ونظرا لأن هذه الأسرة بسيطة جدا وتعيش في إحدي قري مركز العياط فقد بدأت المشكلات تظهر علي السطح بين الزوجة الشابة وحماتها في الوقت الذي كانت الزوجة تخفي عن زوجها مشاكلها مع والدته وتهديدها لها بأنها سوف تقوم باختيار عروس جديدة له‏.‏

صدقت الزوجة كلام حماتها ولم تكن تعلم أنها كانت تقوم بمضايقتها ردا علي معاملتها السيئة لها‏,‏ وباتت الزوجة تفكر حتي توصلت إلي فكرة شيطانية هي التخلص من حماتها ظنا منها أن ذلك ينهي مشاكلها تماما‏.‏

وبعد خروج الزوج إلي العمل استيقظت العجوز لتتناول طعام الغداء‏,‏ وبدأت المشاجرات حول تنظيف المنزل‏,‏ وتقديم الطعام للحيوانات في حظيرة المنزل‏,‏ ولما قامت العجوز بتوجيه الشتائم والكلام اللاذع للزوجة الشابة ردت عليها بالمثل ولم تكن تتجرأ عليها من قبل‏,‏ فقامت العجوز بصفعها علي وجهها فما كان من الزوجة إلا أن امسكت بالإناء الذي تغسل فيه الأطباق وهو من الألومنيوم وضربتها علي رأسها ضربات متتالية دون تفكير في مصيرها‏,‏ ومصير ابنائها الثلاثة الذين كانوا خارج المنزل‏.‏

وسقطت العجوز جثة هامدة ولم تصدق الزوجة أن حماتها فارقت الحياة وسكبت المياه الباردة عليها وعندما تأكدت من وفاتها وضعت جثتها داخل جوال من الخيش ونظرا لنحافة جسد العجوز قامت الزوجة القاتلة بوضع الجثة علي الدابة التي يمتلكها زوجها‏,‏ وبعيدا عن عيون الأهالي قامت بنقلها من المنزل وألقت بها في الترعة‏,‏ وعادت والحمار أمامها إلي منزلها في هدوء تام وكأنها لم تفعل شيئا‏.‏

وعندما حضر زوجها من عمله سألها عن والدته العجوز فقالت له الزوجة يبدو أنها ذهبت إلي أحد ابنائها الثلاثة الآخرين‏,‏ فقد كانت تقيم لدي كل واحد من ابنائها لمدة أسبوع ولكنها في الآونة الأخيرة كانت بمنزل ابنها الأصغر الذي لقيت حتفها به علي يد زوجته‏.‏

وصدق الزوج ما قالته زوجته وجلس بين أولاده وتناول طعام العشاء لكن علامات الخوف كانت واضحة علي كريمة لكونها القاتلة وبعد انتهائهم من تناول الطعام ذهب الزوج إلي منزل أشقائه خوفا من أن تكون والدته حدث لها مكروه‏,‏ وكانت المفاجأة أنها لم تكن لدي أحد منهم الأمر الذي دعا أهل القرية إلي البحث عن العجوز وبمحض المصادفة كان أحد الأهالي يقوم بري أرضه الزراعية وشاهد جثة المجني عليها تطفو علي سطح مياه الترعة فقام بابلاغ المقدم علاء عابد رئيس مباحث مركز العياط وتم اكتشاف الجريمة‏.‏

و كانت الاجهزة الامنية قد تلقت إخطارا بعثور الأهالي علي جثة عجوز تدعي سميرة‏(67‏ عاما‏)‏ مقتولة وطافية علي سطح مياه ترعة كفر حميد المجاورة ,‏و دلت التحريات علي أن وراء ارتكاب الجريمة زوجة ابن المجني عليها بسبب الخلافات بينهما حتي لا تتردد علي منزل زوجها‏.‏.‏



وتحت حراسة أمنية مشددة أجرت النيابة العامة معاينة تصويرية للجريمة ‏.‏

وقامت المتهمة كريمة بتمثيل كيفية وقوع الجريمة بعد أن جلست في صالة المنزل ومثلت كيف قامت بضرب حماتها‏,‏ علي رأسها حتي تأكدت من مقتلها‏.‏ ومثلت كيف توجهت إلي حجرة الخزين بالمنزل واحضرت جوالا من الخيش ووضعت جثة المجني عليها بداخله ثم ربطته من عنقه وتوجهت إلي حظيرة المواشي داخل المنزل واحضرت الحمار ثم وضعت الجوال وبداخله الجثة علي الحمار وكانت حرارة الشمس مرتفعة ولم يكن أحد بالشارع وكيف خرجت بكل جرأة والحمار أمامها إلي وسط الزراعات لتلقي بها في الترعة‏.‏

ووسط ذهول الأهالي سطرت النيابة اعترافات المتهمة تفصيلا بارتكابها الجريمة وقولها إنها غير نادمة علي ما فعلته لأنها كانت دائمة الشجار معها‏.‏ وفي موقف انساني وافق المحقق علي قيام المتهمة برؤية أطفالها الثلاثة الذين حضروا إليها بعد تمثيل الجريمة ولكن زوجها وأسرته كادوا يفتكون بها‏.‏.‏

واستطعنا أن نصل إلي المتهمة التي انهمرت الدموع من عينيها مؤكدة أنها ندمت بعد فوات الأوان وأن الشيطان سهل لها كل شيء‏,‏ وقالت إن المجني عليها صفعتها علي وجهها فأثارت حفيظتها فامسكت بـالانجر وضربتها علي رأسها فافقدتها الوعي حتي لفظت أنفاسها الأخيرة‏.‏

وقالت إنها تطلب من ابنائها وزوجها أن يسامحوها علي العار الذي لحق بهم‏,‏ وقالت إنها تركت زوجها وأولادها للضياع‏.‏