عدد الرسائل : 2016 العمر : 33 الإقامة : فلسطين ـــــ غزة حركتك {فصيلك} : حركة مزاجي : هواياتي : المهنة : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: وداعاً لختم المخترة الجمعة مايو 30, 2008 1:39 pm
اسم الكاتب : أحمد الحاج
بعد أن أكملت اسرائيل احتلالها للضفة الغربية ، وأحكمت سيطرتها العسكرية على القرى والمدن الفلسطينية عام 1967 ، أرسل الحكام العسكريون للمناطق طلبات لاستدعاء لمخاتير القرى ، وهذه قصة مختار أحدى قرى منطقة الخليل مع الحاكم العسكري لمنطقة الخليل:بعدما أُبلِغ ابو صالح بمراجعة الحاكم العسكري في مدينة الخليل ، وفي الليلة التي تسبق الموعد المنتظر آوى الى فراشه تلفه الحيرة ويظلله القلق ، أخذ ابوصالح يتقلب في فراشه ، ويطلق تنهيدة بين الفينة والأخرى تعبر عن ألمٍ مكبوتٍ في صدره ، وكان نومه متقطِّعاً ينام للحظات قصيرة يعلو فيها شخيره ويصحو على غير عادته ، وصحا مرة على صوت أم صالح تقول له ، توكل على الله يا ختيار وريِّح راسك على المخدّة بلكي شخيرك يخف شوية ، مش عارفه أنام ، مرة بتهلوس ومرة بتشخر شو جرالك الليلة ، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، اسم الله حولك وحواليك ، يا زلمه إليّ بقع من السما بتتلقاه الأرض ، وكّلها لألله ، هو إنت كاين أحسن من هالشباب إليّ استشهدوا ، فرد عليها أبو صالح : والله ما هو خوف على نفسي يا حرمه ، ولكن إليّ حازّ في نفسي إنّو في آخر هالعمر أصير مختار على أهل بلدي تحت حكم اليهود ، ويتأمَّروا عليّ ، روح وتعال ، وتعال وروح ، وين فلان ووين علاّن ، وشو صفة فلان ، وشو بشتغل علاّن ، يعني بالعربي الفصيح بدهم إياني أصير مخبر إلهم ، لكن والله ما يحلموا في هالشيء أبداً لو على قطع راسي. طول عمري بعمل خير في البلد ، وسمعتي وسيرتي وسيرة أبوي وجدّي من قبلي مثل البفتة البيضة بين أهل البلد ، وإن شاء الله رح تظل مثل ما هي. أنا عارف شو بدهم ، عايزين تقرير كامل عن البلد وأهل البلد من طقطق لسلام عليك. أنا بنسى يوم دخلوا البلد سنة الإحتلال وجمعوا الناس في الساحة صغار وأطفال وكبار ونسوان وزلام وهم قاعدين يحققوا معاي في غرفة قائد الشرطة في المخفر وأنا سامع صوت الأطفال بصيّحوا وشايف زلام البلد مكسورين الخاطر ، والعساكر حاشرينهم في الساحة قدّام نسوانهم واولادهم ومطوقين البلد من كل ناحية ، الله يلعن أبوها من ساعة نحس. كل ما بتذكرها بنسم بدني وبمرض وبتسد نفسي عن الأكل والشرب.وقبل موعد استيقاظه المعتاد من النوم بوقت طويل ، نهض ابو صالح وتوضأ ينتظر آذان الصبح وقضي هذا الوقت بقراءة القرآن والدعاء بالستر وحسن الخاتمة وكان يخرج ساعته من جيبه من وقت لآخر يستطلع الوقت وكأنه يستعجله ، وأيقظ ام صالح قبل موعد آذان الصبح بقليل لتأدية الصلاة وخرج الى المسجد لأداء الصلاة جماعة كالمعتاد. وبعد أداء الصلاة عاد أبوصالح للبيت ، فوجد أم صالح قد جهزت له ابريق الشاي وصحناً من الزيت مع خبز الطابون الجديد الساخن ، كما جرت العادة في كل يوم ، أخرج ابوصالح كيس دخان الهيشي ، وأخذ يلف السجائر الواحدة تلو الأخرى ويضعها في علبة السجائر المعدنية. وأشعل سيجارة وصب كأساً من الشاي على غير عادته قبل الإفطار ، فبادرته أم صالح قائلة باستغراب: خير ياطير ، شو اليّ تغيّر عليك يا زلمه ، بدك تدخن قبل ما تفطر ، هذي مش عوايدك ، وهنا ابتسم أبو صالح محاولاً إزاحة غيوم الهموم التي كانت تلقي بظلالها على البيت قائلاً : اليوم بدي أروح على المدينة مثل ما إنتِ عارفه ، اتذكرت واشتهيت الكباب وخبز السوق ، متذكرة كل ما نروح عالمدينة كنا نفطر كباب وشقف في العرايش اليّ في الكراجات ولمّا كان صاحب العريشة يحشي شقف اللحمة المشوية والكباب اليّ بنقِّط دهنة في خبز السوق السخن ، ما هي ريحة اللحمة بس ننزل من الباص بتصير تلفح في مناخيرنا وبتفتح نفوسنا على الأكل وبعدين بتشهي ، وبصراحة زاكية كثير وفيها تغيير عن المنسف والواحد ما بشبع منها ، فقالت أم صالح: آه لا تذكرني يا ابوصالح وتشهيني على هالصبح ، والله لولاك رايح تشوف الحاكم العسكري لرحت معاك وأفطرت كباب وشقف محشية في خبز السوق . لكن ما بندري شو رح يصير معاك يا معوَّد. أنا خايفه يسجنوك يا مسخمط إذا ما أعطيتهم اليّ بدهم إياه. هز أبو صالح رأسه وقال: هو أنا ظل إلي قيمة في البلد وغير البلد يا أم صالح ، اليهود عملوا من الصايعين والدُّشر والزعران والزعلّطية في البلد مخاتير وشيوخ ، آوف آوف ... وآخ آخ منك يا زمن ...والله الدنيا انقلب حالها وتغيَّرت أحوالها .يا رب طالبين سترك وحسن الختام. والله لولا الناس ووجوه البلد وشيخ المسجد أصروا علي أظل مختار البلد لرميت هالختم من زمان أول ما دخلوا اليهود ، صرت ما بطيق هالختم وبكرهو وبخجل منو ومرات بلوم أبوي وجدي الله يرحمهم إليّ ورثوني إياه في هالزمان النحس. والله لو كنت عارف شو بدو يصير ما تمخترت ولا حملت هالختم. إنت ملاحظة إنو أهل البلد بطلوا حتى يطلّوا ويِلْفوا عليّ ويشاوروني ، وصار كل واحد فالت على راسو والصغير في البلد صارت كلمتو تمشي على الكبير ، والكبير ما يحكم على الصغير ، طاسة وضايعه ، وصار الأميّ والعامل يحصّل مصاري أكثر من المتعلِّم والمثقف ، يا حسافه على أيام زمان. أبو صالح كان يعيش مع زوجته أم صالح في البيت الكبير لوحدهما ، فأولادهم مهجَّرون قسراً عن البلدة نظراً لوجودهم خارج الوطن عندما اندلعت حرب 1967 ، إبنه الكبير صالح كان ضابطاً في الجيش الأردني ، وإبنه الثاني محمد كان مغترباً ويعمل في جريدة في الخليج عندما اندلعت الحرب ، وكان له ابنتان متزوجتان في البلدة ، وكانت البنتان وأبناؤهما يملآن عليهما حياتهما الخالية الهادئة في هذا البيت الكبير ، وكان بيت أبو صالح قبل الإحتلال لا يخلو من الضيوف من أهل البلدة ومن خارجها ، وكانت قدور الطعام والشراب عنده لا تجف ولا تهدأ عن الرنين ، فقد كان كريماً وطيِّب النفس ، ينفق كلَّ ما يبعثه له أبناؤه وما يأتيه من ريع الأرض التي كان يرهنها كل سنة للفلاحين على الولائم والإصلاح بين الناس ، وكان بيته كمقر الضيافة للبلدة كلها ، يتحمل أعباء الضيوف عن أهل البلدة التي كانت أحوالهم المعيشية صعبة وعسيرة الحال في تلك الأيام.وبعد صلاة الفجر ، سمعت أم صالح منبه الباص يصدر الإنذار الأول للناس معلناً عن نيته الإنطلاق في أول رحلة له الى مدينة الخليل ، ونادت أبو صالح ليلحق بالباص قبل أن يبدأ الرحلة ، توجه ابوصالح بعد أن لبس اللباس العربي الفلسطيني ، السروال الطويل والدِّكة ، والقمباز والشملة والكوفية الفلسطينية والعقال والعباءة ، وساعة الجيب وتوجه الى ساحة البلدة التي يدوّر بها الباص متجهاً الى الخليل بالرغم من أن موعده مع الحاكم العسكري كان عند الساعة الحادية عشرة قبل الظهر ، ولكن رحلات الباص محدودة حيث كان يعمل لثلاث قرىً ويقضي وقتاً طويلاً بالوقوف المتكرر في كل قرية للتحميل والتنزيل ، وكانت الطريق غير مزفلتةٍ بل مرصوفةً بالحصمة الناعم
امير الفتح المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1088 العمر : 32 الإقامة : صحراء العاصفة(غزة) حركتك {فصيلك} : حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مزاجي : هواياتي : My sms : الحياة صفحات .. وأنت أجمل صفحه فيها .. فيستحيل أن أطويها أو أرميها .. لأن جروحي أنت من يداويها دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 19/02/2008
عدد الرسائل : 2016 العمر : 33 الإقامة : فلسطين ـــــ غزة حركتك {فصيلك} : حركة مزاجي : هواياتي : المهنة : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة الجمعة يوليو 04, 2008 1:46 am
مشكور كثير على مرورك الرائع والجميل مع تحياتى لك
قلب الاسد نقيب
عدد الرسائل : 237 العمر : 36 الإقامة : خان يونس حركتك {فصيلك} : فتح هواياتي : المهنة : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 06/01/2008
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة السبت يوليو 12, 2008 11:15 am
مشكور
فتحاوية وافتخر نقيب
عدد الرسائل : 220 العمر : 33 الإقامة : شمال غزة الصامد حركتك {فصيلك} : كتائب شهداء الاقصى هواياتي : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 18/12/2007
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة الجمعة يوليو 18, 2008 10:31 pm
مشكور كتيييييييييييييييير
أسد الشمال المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 2122 العمر : 35 الإقامة : قلب سميح حركتك {فصيلك} : فتح مزاجي : هواياتي : المهنة : الوسام : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 03/12/2007
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة السبت يوليو 19, 2008 12:48 am
مشكور كتيييييييييييييييييييييييييييييييير
العاشق الحزين المشرف العـــام
عدد الرسائل : 2016 العمر : 33 الإقامة : فلسطين ـــــ غزة حركتك {فصيلك} : حركة مزاجي : هواياتي : المهنة : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة الأربعاء يوليو 23, 2008 7:03 am
مشكور كثير على مرورك الرائع والجميل مع كامل تحياتى العاشق الحزبن
امير الفتح المـديـر العـــام
عدد الرسائل : 1088 العمر : 32 الإقامة : صحراء العاصفة(غزة) حركتك {فصيلك} : حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح مزاجي : هواياتي : My sms : الحياة صفحات .. وأنت أجمل صفحه فيها .. فيستحيل أن أطويها أو أرميها .. لأن جروحي أنت من يداويها دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 19/02/2008
موضوع: رد: وداعاً لختم المخترة السبت يوليو 26, 2008 10:45 am
عدد الرسائل : 461 العمر : 36 الإقامة : غزة حركتك {فصيلك} : فتحاوى وافتخر هواياتي : المهنة : My sms : تحية الي القائد حسن القصاص قائد كتائب شهداء الاقصي في خانيونس دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 25/04/2008