العاشق الحزين المشرف العـــام
عدد الرسائل : 2016 العمر : 33 الإقامة : فلسطين ـــــ غزة حركتك {فصيلك} : حركة مزاجي : هواياتي : المهنة : My sms :
دعاء الملتقى : تاريخ التسجيل : 14/04/2008
| موضوع: تقاليد جديدة للزواج في غزة... الأربعاء مايو 28, 2008 6:50 pm | |
| كان شارع السكة الذي يلتف من الناحية الغربية حول مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة مزدحما يوم السبت الماضي بالنساء اللواتي كن يسرن في مجموعات متجهات نحو صالة أفراح «سلسبيل»، التي يفضي إليها الشارع. وكلما احتضنت هذه الصالة عرساً، تكرر مشهد النسوة اللواتي يملأن الشارع في ذهابهن للصالة وعودتهن منها.
مثل هذا المشهد لم يكن مألوفاً قبل أن تبدأ أزمة الوقود الناجمة عن قرار إسرائيل تقليص كميات الوقود التي تسمح بتوريدها لقطاع غزة بأكثر من 80%. في الماضي كان أصحاب العرس يوفرون حافلات وسيارات لنقل الضيوف وخصوصاً النساء والأطفال لصالات الأفراح، أو أن الضيوف يصلون للصالات بسياراتهم الخاصة، أما الآن وبسبب انقطاع الوقود، فانه لم يعد بإمكان أصحاب الأفراح توفير مثل هذه الحافلات والسيارات، الأمر الذي يضع المدعوين امام خيارين لا ثالث لهما: وهما اما الوصول الى صالات الأفراح سيرا على الأقدام، او الاعتذار عن عدم تلبية الدعوات لعدم مقدرتهم على السير مسافات طويلة. ولم يكن بوسع رابعة أبو سمحة التي تقطن منطقة المغازي يوم الخميس الماضي حضور حفل زواج ابن اختها محمد بسبب وضعها الصحي وعدم مقدرتها على المشي. الوحيدان اللذان يحظيان في الغالب بالانتقال الى صالة الأفراح بسيارة هما في الغالب العروسان فقط. الأمر المؤكد أن معظم الضيوف الذين تتم دعوتهم لحضور الأفراح من خارج المنطقة يعتذرون عن عدم حضور الفرح بسبب عدم توفر وسائط المواصلات لنقلهم والعودة بهم الى مناطق سكناهم. وهذا أدى بدوره الى توجه الكثير من الناس الى تهنئة أقاربهم ومعارفهم عبر الهواتف أو بإرسال رسائل عبر الهواتف الجوالة.
وغدا بعض العائلات بسبب الواقع الجديد، يقيم أفراحه داخل المنازل، ليس فقط بسبب نقص الوقود، بل لعدم قدرة هذه العائلات على دفع تكاليف استئجار خدمة الصالة التي تصل الى حوالي 2000 شيكل (650 دولار). ومن مظاهر تأثير الحصار على طابع الأفراح في القطاع ايضا هو التراجع عن تقديم الولائم في الأعراس، فكثير من العائلات لم تعد تقيم ولائم للضيوف وتكتفي بدعوتهم لحضور حفلة اشهار الزواج في الصالات، مع أن دعوة الضيوف لتناول طعام الغداء بمناسبة الأعراس هو سمة أساسية من سمات الأفراح في قطاع غزة، بشكل خاص وفلسطين بشكل عام، ومظهر من مظاهر اشهار الزواج. وحتى العائلات التي ظلت متمسكة بهذه العادات وتقيم الولائم في الأعراس، فقد أصبحت تقيمها على نطاق ضيق جداً، اذ تقتصر الدعوة على عدد قليل من أقارب العروسين والجيران فقط. وغابت ايضا عن هذه الولائم الذبائح واللحوم الطازجة، وأصبحت اللحوم المجمدة سيدة الموقف، وذلك للتقليل من تكاليف هذه الولائم في ظل ارتفاع أسعار اللحوم بشكل جنوني بسبب الحصار الاسرائيلي الذي لم يعد معه من الممكن السماح باستيراد الأبقار والماشية. فسعر كيلو اللحم يفوق الخمسين شيقلا (15 دولارا)، وهذا مبلغ كبير جداً بكل المقاييس، وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار الاوضاع الاقتصادية الخانقة التي يحياها الناس في القطاع وفي ظل ارتفاع مستويات البطالة وتفاقم معدلات الفقر، حيث أن أكثر من 85% من الفلسطينيين في القطاع يعيشون تحت خط الفقر | |
|