يبدو أن الإسلام فوبيا التي تجتاح العالم الآن ومحاولة تشويه صورة المسلمين بشكل علني دفعت الصهاينة إلي دخول معركة الحرب علي الإسلام بشكل ظاهر ومعلن بعد أن كانت الحرب بين المسلمين واليهود آخذة صورة الصراع علي الأرض إلا أن اليهود بدأوا في الإعلان عن حرب جديدة كانت قد تركت لدول الغرب وحدها خوضها إنها حرب العقائد..
فبعد أن كان المتشددون الغربيون من الكتاب والسينمائيين يشنون الحرب المقدسة علي كل ماهو إسلامي وبعد أن ظهرت الكتب والروايات من عينة آيات شيطانية في أوروبا تهاجم الإسلام كدين يدعو إلي العنف..
ها هي إسرائيل تعلن علي موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية أنها تقدم للمسلمين خدمة جليلة من نوعية ' السم في العسل' فلقد طالعنا موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية علي الإنترنت أخيرا بإنشاء موقع الكتروني حديث يسمي 'قرآنت' يتم من خلاله شرح وتفسير القرآن الكريم باللغة العبرية ومجموعة من اللغات الأخري وهو موقع أنشأه فريق بحث أكاديمي إسرائيلي.
وأعلن الباحثون القائمون علي إنشاء هذا الموقع أنه سيكون همزة وصل بين العالم الإسلامي والغرب وذلك عبر إسرائيل.
وقال الموقع الإلكتروني في إشاراته علي صدر الصفحة الرئيسية لموقع وزارة الخارجية الإسرائيلية أن 'قرآنت' يعكس جمال الذكر الحكيم حيث يهتم بكرامة الإنسان ويجعلها في مقدمة اهتماماته، وأشار الموقع في رسالته الافتتاحية إلي أنه مشروع إسرائيلي يهدف إلي إيجاد الأجوبة لمسائل تربوية مختلفة في القرآن الكريم ويربط بين الإسلام والغرب.
فما هي حقيقة هذا الموقع الإسرائيلي؟ وماهي أغراضه؟ وكيف يفسر القرآن الكريم باحثون إسرائيليون؟ وما رأي رجال الدين الإسلامي ورأي الخبراء السياسيين في مثل هذه المواقع.. كلها تساؤلات نطرح إجابتها في السطور القادمة.
في البداية كان لابد من الاطلاع علي موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية ومنه انتقلنا إلي موقع 'قرآنت' الإسرائيلي لتفسير القرآن الكريم وكانت المفاجأة أن الموقع يعلن أنه يقدم خدمة جليلة للمسلمين والقرآن الكريم لأنه يقوم علي شرح وتفسير معاني القرآن وتقديمها للغرب ليتواصلوا مع العرب والمسلمين ويعرفوا حقيقة الإسلام.
والموقع أنشيء بواسطة مجموعة من الباحثين الإسرائيليين في جامعة 'بئر سبع' الإسرائيلية وقال تصريح لإحدي عضوات فريق البحث الإسرائيلي وتدعي 'بشري مزرياب' إنها مقتنعة بأن القرآن يعالج حالات المس والسحر والجنون التي يعجز عن علاجها الطب الحديث الذي تدرسه وهو مادفعها إلي المساهمة في شرح وتفسير القرآن لتساهم في علاج الملايين.
وذكر موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية أن هذا المشروع 'قرآنت' تم اختياره ليشارك في معرض ' آفاق السفر' الذي يتم فيه عرض 60 اختراعا وتجديدا إسرائيليا ستحدث تغييرا في المستقبل في مختلف المجالات.فمحصلة الاطلاع علي الموقع من الوهلة الأولي تكشف هويته الصهيونية التي دائما ما تعلن عن أهداف غير حقيقية بغرض الوصول إلي أهداف أخري غير معلنة تخدم في النهاية الكيان الإسرائيلي.
أغراض صهيونية العديد من رجال الدين أكدوا أن ما يقوم به هؤلاء الصهاينة مجرد حيلة جديدة يحاولون بها الوصول لأغراضهم الخفية التي يجب أن نتبه لها كمسلمين جميعا، وأن ترجمتهم للقرآن تغير من معانيه السامية وتحولها إلي مصلحتهم هم وتخدم أغراضهم الصهيونية في تصوير الإسلام والمسلمين بالإرهابيين وأن قرآننا الكريم يدعو للتعامل معهم فما بالنا إذا كانوا يفسرون القرآن فلاشك في أنهم يفسرونه لمصالجهم ويحرفون في معانيه لخدمة أغراضهم.
كما أن الله سبحانه وتعالي نزل القرآن الكريم علي رسوله محمد صلي الله عليه وسلم وهو قادر علي حفظه وحمايته مضيفا إذا كان الله سبحانه وتعالي يريد أن يفسره هؤلاء اليهود فلماذا أنزله علي رسوله والمسلمين ولم ينزله عليهم؟!
واشاروا إلي أن اليهود حرفوا دينهم وغيروا من الكتاب السماوي المنزل عليهم فلا نستبعد أبدا أن يحرفوا في القرآن الكريم ويغيروا في معانيه.
وعن استخدام هؤلاء الإسرائيليين للقرآن الكريم في العلاج من السحر والجن أجمع العديد من علماء الدين إن القرآن الكريم بريء من مثل هذه الأمور فهو لايعترف أبدا بالسحر أو الدجل وأن اليهود هم الذين يؤمنون بهذا الدجل والسحر وليس الإسلام أو القرآن.
إسقاط واضح
من جانبه أكد الشيخ عبد الحليم السيد مدير إدارة إشهار الإسلام بالأزهر الشريف رفضه القاطع لما يحدث من هؤلاء الفاسقين تجاه المسلمين والقرآن الكريم مؤكدا أن مثل هذه الأمور لم تعد غريبة الآن علينا بعد أن وقفنا نشاهد مايفعله هؤلاء في الإسلام والرسول قبل ذلك من سخرية واستهجان دون أن نحرك ساكنا مكتفين بالتنديد والرفض والمقاطعة.
وقال الشيخ عبد الحليم أن تفسير الإسرائيليين للقرآن ليس كما يعلنون من أجل التواصل مع العرب والمسلمين وإنما من أجل استخدامه في أغراض أخري مستشهدا علي ذلك بتفسيرهم لقوله تعالي: 'ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم'. بأن المقصود من ذلك إنه من الممكن جدا أن يتحول العدو إلي صديق مقرب في يوم ما، وهو إسقاط واضح علي حالتهم مع المسلمين فهم يفسرون القرآن ليعبر عن مصالحهم وأهدافهم.
وأضاف أنه يطالب المسلمين وخصوصا الشباب بالتعامل بحذر شديد مع مثل هذه المواقع الإلكترونية وأن ينتبهوا إلي أهدافها الحقيقية التي تتعارض مع أسمي مباديء الذكر الحكيم.
لماذا القرآن؟
الدكتور عماد جاد خبير الإسرائيليات في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية يقول: إن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية الإلكتروني لا يحتوي أساسا علي شرح وتفسير للتوراة فعندما نجدهم يقدمون شرحا وتفسيرا للقرآن الكريم فإن ذلك يثير الشكوك في أنفسنا ويجعلنا نتأكد من أن غرضهم ليس كما يعلنون وإنما هو غرض سياسي غامض ليستخدموا القرآن من أجل الوصول إليه.
مضيفا أن موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية يستهدف أساسا العالم العربي ويسعي لخدمة الكيان الصهيوني والدولة اليهودية وإذا سلمنا بأن هدفهم المعلن، وهو التواصل مع العرب وخلق علاقة جديدة، صحيح فلاشك أن هذا في حد ذاته هدف سياسي يسعون من خلاله لهدف أكبر وأشمل وهو تحسين صورة إسرائيل في العالم كله وجذب المزيد من الدعم والتأييد من مختلف المؤسسات السياسية العالمية.
وأضاف عماد جاد أن الكيان الصهيوني عبر تاريخه الطويل يسعي دائما للبحث بشتي الطرق عن وسائل جديدة يقوم من خلالها بتحسين صورته أمام العالم ويحاول جاهدا خلق جسور من التواصل تساعده علي هدفه في القضاء علي القومية العربية وزرع بذور التفرقة وأنهم يجدون ضالتهم في مثل هذه الأمور ومنها التعرض للقرآن الكريم وتقديم معلومات خاطئة عنه في أمور لاتمت له بصلة مستغلين ضعف نفوس الكثيرين الذين يصدقون مثل هذه الأكاذيب.
غباء سياسي
أما الدكتور إبراهيم البحراوي استاذ العبريات بجامعة عين شمس فهو يؤكد أن الإسرائيليين بإطلاقهم هذا الموقع يكونون قد وقعوا في غباء سياسي محكم لأنهم سيعرضون أنفسهم أمام المجتمع العالمي كله للمساءلة بتهمة التعرض للأديان السماوية.
وأضاف الدكتور إبراهيم إن الخطوة الأولي التي يجب أن تتخذ الآن هي تشكيل فريق بحثي رفيع المستوي من أساتذة وعلماء الأزهر يقومون بفحص هذا الموقع كاملا من أجل تسجيل كل مايأتي به من معان وتفاسير خاطئة ويقومون بعمل مذكرة لتقديمها أمام العالم كله متهمين إسرائيل بهذا الانحراف الأخلاقي والتعرض للدين الإسلامي بالباطل.
موضوع: موقع اسرائيلي لتفسير القرآن..!! 
الأربعاء مايو 28, 2008 6:46 pm
