في مؤتمر الحفاظ على الثوابت .. تأكيدات: شعبنا بات أقرب للعودة و"إسرائيل" تتهاوى

الدكتور محمد الهندي والزهار

أجمع قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي وشخصيات قيادية وفكرية بارزة أن حق العودة لا تنازل عنه في ظل تراجع المشروع الصهيوني وتهاوي أحلامه الاستيطانية على وقع ضربات المقاومة، مشيدين في الوقت ذاته بصمود أهل قطاع غزة و تمسك شعبنا في الوطن والشتات بحقه في العودة وعدم التفريط به في ظل المخططات التي تحاك لأجل ذلك.

جاء ذلك في كلماتٍ ألقيت خلال اللقاء الجماهيري الثاني الذي عقده المؤتمر الوطني للحفاظ على الثوابت بعنوان ( ستون عاماً .. والعودة أقرب)، بمشاركة عددٍ من نواب المجلس التشريعي و شخصيات سياسية و اعتبارية في الساحة الوطنية الفلسطينية.

فقد افتتح الدكتور محمود الزهار القيادي البارز في حركة "حماس" المؤتمر بكلمةٍ أكد فيها أن الذكرى الستين للنكبة مناسبةٌ "نعيد فيها التأكيد ألا اعتراف بهذا الكيان الغاصب"، قائلاً :"إن أكاذيب الجيش الذي لا يقهر سقطت في عام 67، وفي صيف 2005 في غزة، ويوليو 2006 في لبنان".

وأشار الدكتور الزهار الذي يترأس المؤتمر إلى أن زيف الأخلاق الصهيونية كشف يوم أسالوا دم الأطفال والنساء واقتلعوا الأشجار وهدموا البيوت، مبيّناً أنهم و يوم اعترفوا بالمحرقة سقطوا وسقط معهم كل زعيم صمت على جرائمهم.

وشدد القيادي بـ"حماس" على أن المجازر التي ارتكبتها الصهيونية ستبقى لعنةً تطاردهم حتى يحين القصاص وتعلو كلمة الحق ويسود العدل الإلهي أرض فلسطين.

ولفت إلى أن حكومة الاحتلال طالما وصفت النازية الألمانية بمرتكبي المحرقة وهم الذين يستخدمون نفس المصطلح في وصف سياستهم تجاه الشعب الفلسطيني، قائلاً:" إن الشعب الفلسطيني الأصيل يعلن توحده مسلمين ومسيحيين، في الداخل والخارج حول حقنا الكامل في كل فلسطين وعودة كل فلسطيني إلى بيته وأرضه"، مشيراً إلى أن شعبنا يقظ وسيبقى ملحاً لأرض فلسطين وخادماً لها حتى تأتي اللحظة التي يكون فيها حارساً لها.

وأضاف :" اليوم نقول أيها المحتلون لقد ظلمتم أنفسكم يوم دخلتم فلسطين غازين مستعمرين.. ظلمتم أولادكم وأطفالكم يوم طردتم الشعب الفلسطيني من أرضه ..وظلمتم مستقبلكم يوم تحالفتم مع شياطين الغرب.. ومن هنا سنلاحقكم وستلاحقكم دماء وأشلاء الذين قتلتموهم إلى الأبد".

من جانبه، أكد الدكتور محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، أن شعبنا الفلسطيني في الذكرى الستين لنكبته أصبح أقرب إلى العودة والتحرير، في ظل تراجع المشروع الصهيوني الاستيطاني وانهيار الدولة العبرية التي تعيش مرحلة الشيخوخة.

وقال الدكتور الهندي، نائب رئيس المؤتمر:" إنه ورغم القتل والحصار والتجويع الذي يحياه الشعب الفلسطيني، لكن المقاومة مستمرة وأن هناك إصراراً على عدالة قضيتنا"، مشدداً بالقول:" لم نعد نتألم وحدنا ولم نعد ندفع الثمن وحدنا".

وأوضح القيادي في الجهاد الإسلامي أن إسرائيل كانت عندما قامت دولة شابة تخرج في حروب خاطفة تحقق فيها نصراً سريعاً ، لكنها اليوم و بعد أن واجهت الشعب الفلسطيني بمجموعه وحددت دولتها، كما قالت من النيل إلى الفرات ، أصبحوا يتحدثون عن إسرائيل العظمى التي تريد أن تهيمن فقط، وبعد ذلك بسبب الانتفاضة الأولى، والانتفاضة الثانية حيث انسحبت من غزة من طرف واحد، واعترفت أن هذه الأرض للفلسطينيين.

وأشار إلى أن إسرائيل هي اخترعت حل الدولتين لحل المأزق الديموغرافي الذي بدا واضحاً في الأفق، مبيّناً أن إسرائيل عملياً تبتعد عن هذا الحل وتدير ظهرها للمفاوض الفلسطيني الشريك في هذه الرؤية والذي يقر بذلك الأمر في تصريحاتٍ متكررة.

وقال الدكتور الهندي:" اليوم الأفق السياسي لرؤية بوش وإدارته مسدود، هم أداروا ظهرهم لمن قالوا أنهم شركاء لهم في الساحة الفلسطينية وبالتالي فإن برنامج المقاومة سيتقدم".

ورأى الدكتور الهندي أن السنوات القادمة ستشهد إعلاناً واضحاً عن فشل المسيرة السياسية، مشدداً في الوقت عينه على أن الباب سيبقى مفتوحاً لخيار المقاومة في مواجهة السياسة العدوانية على شعبنا.

من جانبه، حيّا الدكتور عزمي بشارة نيابةً عن أبناء شعبنا في المهجر والشتات شعبنا الصامد المرابط في قطاع غزة، متمنياً أن لو كان معهم في ظل الأزمة التي يمرون بها جراء الحصار.

وقال الدكتور بشارة في كلمةٍ له ألقاها عبر الهاتف حيث يشارك في الدورة التاسعة عشر للمؤتمر القومي العربي الذي يعقد في العاصمة اليمينية صنعاء، :" تمنيت أن أكون معكم (قطاع غزة) في ظل الأزمة التي تمرون بها جراء الحصار الدولي والعربي والصهيوني، (...) نحن معكم وكونوا على ثقة أننا معكم".

ورأى الدكتور بشارة أن قضية غزة لا يمكن رؤيتها خارج سياق النكبة، لافتاً إلى أن أهالي غزة في غالبيتهم الساحقة نتاج مأساة بدت كلها في عام 48.

وقال الدكتور بشارة :" من الأهمية بمكان في هذه الأيام إعادة الاعتبار لهذه المناسبة (النكبة) كمناسبة مكونة للوعي السياسي وللهوية الفلسطينية، لا يمكن فهم قضية فلسطين في كلاشيهات خشبية من نوع الأراضي المحتلة عام 67 (...)، لتغيير كلاشيهات جديدة فارغة، لا نرى في الأفق القدس عاصمة لدولة فلسطين في إطار المفاوضات".

وبيّن أن الحركة الوطنية الفلسطينية حركة لاجئين في أساسها، موضحاً أن التنازل عن هذا نفس الآلية التي تدفع فيما بعد للتنازل عن القدس باعتبارها قضية أراضٍ وقضية صعبة ومعقدة ولا تنازل على حدود 67 باعتبارها قضية غير واقعية.

وأشار بشارة إلى أن هناك تناقضات في إسرائيل والتفاعل عبر هذه التناقضات يؤثر بها، قائلاً:"المشروع الصهيوني قام على أنقاض المشروع الحضاري الفلسطيني
، الذي كان في بداية مبشرات جيدة جداً"، لافتاً في ذات الوقت إلى أن هؤلاء لا يريدون دولة واحدة يعيش فيها الجميع بمساواة وديمقراطية ولا يوافقون على منطق الدولتين والقدس والحدود، "هم في واقع الحال يتقوقعون في منعزل "، كما قال.

وانتقد بشارة حالة الشرذمة العربية، الناشئة عن مصالح الأنظمة العربية كل على حده مع المشروع الصهيوني أو البريطاني أو الأمريكي ضد مصالح الشعوب، معتبراً ذلك الأساس الذي مكن إسرائيل بالعيش دون أن تقبل تسوية يقترحها العرب.

وقال :" هم يريدون(الإسرائيليين) هويات جزئية يفرضون من خلالها املاءاتهم وشروطهم، لذلك يجب إعادة الصف الفلسطيني والوحدة العربية في هذه الظروف وأتوقع الوحدة العربية على المستوى الشعبي ".

من ناحيته، ناشد الأب عطا الله حنا باسم القدس وأهل القدس طرفا النزاع على الساحة الفلسطينية بالتوحد والتماسك في وجه الاحتلال الذي يريد تصفية القضية وشطب حقنا بالعودة والقدس.

وقال حنا في كلمته المعبرة :" فلنجعل من ذكرى النكبة، جسراً لكي يتوحد الفلسطينيون (...) فالوحدة الداخلية كفيلة بالنهوض بهذا الشعب".

وبيّن أن النكبة كحدث نلمسه في كل يوم وفي كل ساعة، مشدداً على ضرورة إحيائها في كل مكان، معتبراً في ذات الوقت اللاجئ الفلسطيني رمزاً من رموز الإباء والصمود الفلسطيني.

وانتقد المطران حنا مشاطرة قادة الدول بما يسمى بعيد الاستقلال، متسائلاً:" ألا يعرف هؤلاء أن استقلال إسرائيل هي نكبة الشعب الفلسطيني، ألا يعرفون أن إسرائيل هي التي شردت الفلسطينيين، ألا يعلمون أن مدينة القدس محاصرة وإسرائيل تمعن في أسرلتها؟؟؟.

ووجه حنا نداءً لأمتنا العربية وإلى المسلمين والمسيحيين في كل مكان بضرورة أن ينظروا لمعاناة شعبنا ونكبته على يد إسرائيل.

من جهته، أكد المفكر الفلسطيني بسام الشكعة، أنه يجب أن نتذكر أن اتفاقات القاهرة ووثيقة الأسرى لم يتحقق منها شيئاً وذلك تمسكاً باتفاق أوسلو والتزاماته المشؤومة، التي شدد على أنه ألغت منظمة التحرير الفلسطينية.

وانتقد المفكر الشكعة المؤتمر الوطني المناهض لأنابوليس الذي عقد في العاصمة السورية دمشق والإدعات التي سيقت ضد منظميه ووصفهم بالانقلابيين، معتبراً المؤتمر تجمعاً توحيدياً شعبياً مقاوماً للاحتلال و للوصول إلى إعادة وحدة منظمة التحرير لشعبنا ونضاله وقيادته.

مشكوووووووور جدااااااااا

مشكور على مرورك الرائع والجميل

تحياتى

مشكور كتييييييييييييييييير

مشكور على مرورك الرائع والجميل

مشكور اخي