دراسة : تمحيص الخيارات السياسية لدى إسرائيل.. الدكتور ابين شموئيل

علما سوريا وأمريكا

المحور الاستراتيجي عدد 12 مايو 2008

ترجمة خاصة قسم الدراسات والمعلومات

العناصر :

- الخلفية

المسار السوري: بعد الجمود بدأت تظهر إرهاصات على نشاط عبر الوساطة التركية وأصداء ذلك في دمشق.

على المسار الفلسطيني : مفاوضات مباشرة تجري بين اسرائيل وأبو مازن . لكن الانقسام في المسكر الفلسطيني يجعل من التوصل الى حل سياسي أمرا مستبعدا.

فرضيات أساسية لمناقشة خيارات التوصل مع سوريا إلى تسوية دائمة .هدف سوريا استرداد الجولان وهدف اسرائيل عزل سوريا عن إيران وحزب الله وتحسين البنية الإستراتيجية الإسرائيلية. فوائد ومساوئ تحقيق التسوية مع سوريا وموقف الولايات المتحدة . من يعارض ومن يؤيد التسوية مع سوريا ؟

تمحيص الخيارات السياسية لدى إسرائيل

الخلفية :

خلال السنة المنصرمة طرأت تغيرات جوهرية على العملية السياسية .

أ: على المسار السوري : بعد سنوات من الجمود بدأت يلوح نشاط عبر جهات وساطة من. السوريون من ناحيتهم يعلنون أنهم تلقوا إشارات من إسرائيل بأنها ستكون على استعداد للانسحاب من الجولات إذا ما تحققت شروطها. هذا النشاط أو التحرك مازال بعيدا عن المفاوضات المباشرة وكل طرف يبدي تشككه وارتيابه حيال الطرف الآخر.

ب: على المسار الفلسطيني : صحيح أن إسرائيل تجري مفاوضات مباشرة مع أبو مازن لكن الانقسام في المعسكر الفلسطيني يزيل من جدول الأعمال- على المدى المنظور على الأقل احتمال تحقيق حل سياسي يتعاطي مع قطاع غزة والضفة الغربية ككيان واحد.

وعلى ضوء المصلحة الأساسية لإسرائيل في تحقيق السلام مع جاراتها والتغيرات التي حدثت في بنيتها الإستراتيجية فان هذه الدارسة – تتفحص- و تستجلي البدائل السياسية لدى إسرائيل من اجل تحقيق أهدافها . الوثيقة لا تتطرق إلى المقيدات أو الضغوط الداخلية لدى الجانب الإسرائيلي. ويفترض أن بمقدور إسرائيل تحقيق تسويات داعمة على المسارين في آن واحد.

خيارات المفاوضات مع سوريا حول تحقيق تسوية دائمة .

فرضيات أساسية للنقاش :

أ: الهدف السوري من التسوية هو استرداد جميع أراضي هضبة الجولان من إسرائيل وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة أي شرعنة النظام السوري في نظر الولايات المتحدة وتفاهمات حول التدخل السوري في لبنان ومقابل اقتصادي.

ب.لدى إسرائيل الاستعداد للانسحاب الكامل من هضبة الجولان إذا ما استجيب لشروطها في المسائل الأخرى. وهي ستكتفي بالسلام البارد مع إسرائيل والترتيبات الأمنية. تبريد العلاقات السورية مع إيران وحزب الله هو شرط إسرائيلي ضروري وهو بالنسبة لأي اتفاق مع إسرائيل.

ج. صحيح أن الولايات المتحدة تعارض وتعترض على المفاوضات بين إسرائيل وسوريا لكنها مازالت غير مستعدة للمشاركة المتعمقة في مفاوضات تتيح المجال أمام مناقشة البدائل الأمريكية لسوريا.

د. ليست لدى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل مصلحة في إسقاط نظام الأسد لان وجوده يشكل ضمانة بان البدائل سيكون أسوء.

السؤال المطروح:

في صلب تمحيص الخيار يقبع السؤال التالي: هل سيوافق الأسد على السلام بثمن التضحية بعلاقات سوريا مع إيران وحزب الله مقابل ثمار السلام مع إسرائيل ؟

الإجابة على ذلك خلافية وهي مثار اختلاف بين الخبراء في إسرائيل. وينبغي تحليل هذه الإجابة في سياق مشكلة بقاء نظام الأسد_ وهو بالطبع يحتل الأولوية بالنسبة له_ في أية اتجاهات يتجه الأسد صوبها ثمة معضلة سورية.

أ. من جهة أولى سوريا تعتبر الحلف ثروة إستراتيجية_ إيران تسعى لان تكون قوة إقليمية نووية بينما حزب الله يعتبر عنصر جوهري ورئيس في لبنان.

2. من ناحية أخرى المقصود هنا بتحالف أو ائتلاف ينقصه الأساس الإيديولوجي المشترك. والأمر خطير بالنسبة للنظام السوري. في المستقبل قد يهدد إيران و حزب الله نفوذ دمشق في لبنان والنظام العلماني العربي للأسد. منظومة العلاقات هذه قد تضيق مجال المناورة للأسد في العمل ضد الاتجاهات الإسلامية في الجهة الداخلية.

ب. فيما يتعلق بالتسوية مع إسرائيل يتدخل ومشاركة أمريكية.

3. من الناحية الأولى – سوريا معنية بالتقارب مع الولايات المتحدة_ الدولة الأعظم والأقوى في العالم من اجل إزالة التهديد الإسرائيلي الذي يحدق بها واستعادة الجولان والحفاظ على نفوذها في لبنان ودعمها من الناحية الاقتصادية كعناصر تعزز من المناعة القومية واستقرار النظام.

4. من ناحية ثانية _ الأسد يخشي التطبيع والدمقراطية اللذان تبدي الولايات المتحدة اهتماما بها خوفا من تعرض نظام الأقلية العلوية للخطر كما انه يخشى الضغط الأمريكي تقليص نفوذ سوريا على لبنان .

على ضوء ما سبق عرضه يتبدي أن تحليل وضع سوريا الراهن صحيح أنه يشير إلى وجود مصاعب أمام الأسد في التحرر من سيطرة إيران وحزب الله لكن المصالح السورية على المدى البعيد تظهر أن من الأفضل لسوريا تجميد علاقاتها مع إيران وحزب الله مع إسرائيل. ناهيك أن التجميد او التبريد الضروري مرتبط بالمصالح الأمنية الإسرائيلية فقط ( وهذا ما سنتعرض له لاحق) المسالة هي إلى أي مدى سيكون الأسد مصمما على تحمل المجازفة في المدى القصير من اجل مستقبل سوريا على المدى البعيد. وعلى الرغم من عدم توافر إجابة قاطعة على ذلك فانه يمكن التقدير بان لخيار التفاوض مع سوريا قوة كامنة تستدعي من إسرائيل أن تدرس بجديه وبمثابة خيار المفاوضات مع سوريا بجدية عالية.

اعتبارات لصالح المفاوضات بين إسرائيل وسوريا.

الاتفاق مع سوريا سيخرج سوريا من دائرة المواجهة. سوريا هي الدولة العربية الوحيدة التي تقع ضمن المواجهة العسكرية مع إسرائيل. الاتفاق السياسي هو على ما يبدو الوسيلة الوحيدة لأحداث تغير في الوضع الاستراتيجي في مواجهة سوريا. استخدام الخيارات العسكرية في مواجهة سوريا تكتنفه مخاطرة كبيرة وفائدة على المدى الطويل ستكون مشكوك. حتى ولو أحرز جيش الدفاع الإسرائيلي انتصار ساحقا يؤدي إلى إسقاط نظام الأسد في حالة إحرازه وتخصصه لا يخدم بالضرورة المصالح الإسرائيلية.

الاتفاق مع سوريا قد يساعد للحصول في مقابل الاتفاق مع لبنان أو على الأقل التوصل إلى تفاهمات مع سوريا حول الوضع في لبنان يحسن من وضع إسرائيل الاستراتيجي حتى في مواجهة هذه الجبهة. اتفاق السلام مع سوريا ولبنان سيكمل عملية السلام بين إسرائيل ودول الطوق ( الدول العربية المحيطة بإسرائيل) .

اتفاق السلام مع سوريا يحسن إلى حد كبير علاقات إسرائيل بالدول العربية وقد يسمح بمفاوضات حول السلام مع دول عربية أخرى.

اتفاق السلام مع سوريا قد يؤدي إلى تفكيك التحالف والائتلاف المعادي إيران سوريا وحزب الله بكل ما يعنيه ذلك .

ستكون الاتفاق تأثير غر مباشر من جانب إيران إذا ما اتضح ذلك. وقد يؤدي إلى تقليص الاحتكاكات والظروف التي تكون فيها القنبلة الإيرانية ذات صلة . ومن هنا تأثير التهديد الإيراني على إسرائيل. و مع ذلك لا يتوقع أن يكون للاتفاق أي تأثير على الدافعية الإيرانية للحصول على قنبلة نووية وعلى قدرة إيران للحصول عليها.

من الجائز أن يكون هناك تأثير ايجابي على المسار الفلسطيني _ الدخول في مفاوضات مع السوريين قد يؤدي إلى تلين مواقف الفلسطينيين اللذين لن يرغبوا في أن يكونوا في المؤخرة. الاتفاق مع سوريا قد يؤدي أيضا إلى تحسين فرصة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين في أعقاب شطب وإلغاء قوة الممانعة السورية ( دعم سوريا للفصائل الفلسطينية) وتعزيز موقع معسكر السلام ( لجزء كبير من الفلسطينيين ليس هناك مصلحة في أن يكونوا معسكر معزول ومنفصل عن المنطقة العربية التي تقيم علاقات سلام مع إسرائيل_

إذا لم يتحقق اتفاق مع سوريا قد تفقد إسرائيل نافذة الفرص على افتراض أنها قائمة. معني ذلك:

تآكل تداعيات حزب لبنان الثانية و والظروف التي ولدتها الإضرار بمركز حزب الله كمدافع عن لبنان وإبعاده عن الحدود. بكلمات أخرى التوتر قد يعود إلى الحدود مرة أخرى .

مخاطر الحرب في الشمال قد تتصاعد وتتزايد. أحداث مختلفة مثل الرد الثأري والانتقامي من جانب حزب الله أو سوريا أو عمليات ونشاطات تنسب إليهما من قبل إسرائيل. قد تشعل فتيل حرب في المنطقة. وجود محور سوريا إيران حزب الله يعزز من احتمال اندلاع مواجهة واسعة النطاق.

انسحاب الولايات المتحدة من العراق في المستقبل والتطورات السلبية في المنطقة قد تفترس الأوراق والحؤول دون التوصل إلى اتفاق طويل الأجل. الجيش الأمريكي يشكل في الوقت الحاضر حاجزا بين إيران والأردن ودول الخليج العربية وقواته متأهبة في المؤخرة السورية. وهو ما يشكل ردع لسوريا حتى بالنسبة للعمليات على الجبهة مع إسرائيل . انسحاب الجيش الأمريكي من العراق قد يغير من هذا الوضع وزيادة النفوذ الإيراني في العراق الأمر الذي سيكون له تداعيات إستراتيجية سلبية على الأردن وعلى السعودية ودول الخليج.

اعتبارات مضادة للمفاوضات مع سوريا :

سوريا فعلا تؤكد على تصميمها لتحرير هضبة الجولان من قبضة إسرائيل حتى بواسطة الخيار العسكري. يبد انه للسنوات القليلة القادمة على الأقل يشك في أن من المجدي لسوريا المبادرة إلى شن حرب ضد إسرائيل على ضوء نتائجها المحتملة. لهذا السبب ولكون السلام مع سوريا سيكون سلاما باردا ليس لدى إسرائيل سببا خاصا للإسراع في إعادة هضبة الجولان إلى سوريا.

اذا ما أخفقت المفاوضات من الجائز ان أزمة التوقعات في سوريا قد تفضي الى تعزيز استعداداتها للخيار العسكري ومن ضمن ذلك محور إيران حزب الله ودعمها للمنظمات الإرهابية الفلسطينية.

إسرائيل قد تدفع أثمان في غنى عنها ( في الجهة الداخلية مثلا ) اذا ما اتضح ان الأسد غير قادر على قيادة مثل هذه العملية في سوريا او لا يوافق على توفير الأثمان التي تتوقعها إسرائيل . و من ضمن ذلك التحول في العلاقات السورية مع إيران وحزب الله أو أن تقتنع الولايات المتحدة بالانضمام الى هذه الخطوة كما تتوقع سوريا. علاوة على ذلك من شان خطوة غير موفقة الإضرار بالمجهود الأمريكي للضغط على سوريا بسبب تورطها في الإرهاب في العراق ولبنان.

التحديات التي يتعين على اسرائيل مجابهتها في الطريق إلى الاتفاق مع سوريا :

إقناع الأسد بحسن نوايا إسرائيل. الرسائل التي وصلت في شهر نيسان ( ابريل 2008) إلى سوريا حول استعداد إسرائيل للانسحاب من الجولان صحيح أنها حظيت بأصداء واسعة من جانب النظام السوري والتعاطي الايجابي من قبل المتحدثين السوريين لكن الأسد لم يخف شكوكه أيضا. وحسب ما ذكر به صحيفة الوطن في 24 ابريل 2008 فقد صرح الأسد :

( ان بحثنا أولا مسالة إعادة الأراضي من اجل اختبار جدية النوايا الإسرائيلية فعلينا أن نكون حذرين ودقيقين إزاء هذه المسالة ).

يمكن تفسير هذا القول على خلفية مخاوف سوريا من ان تكون جهود السلام لرئيس الوزراء الإسرائيلي لا تعكس الرغبة الحقيقة في الانسحاب من الجولان وإنما تنطلق من دواعي تكتيكية مثل منع وقوع عملية انتقامية ضد اسرائيل على خلفية تدمير المفاعل النووي في سوريا ودق إسفين بين سوريا وإيران وحزب الله ومن اعتبارات سياسية إسرائيلية .

مواجهة مع محور سوريا حزب الله وإيران وعلاقات سوريا بالمنظمات الإرهابية. كما يبدو سيكون من الصعب على سوريا الالتزام بذلك في مرحلة مبكرة ومنسقة حرفيا من ان تخرج خالية الوفاق من هنا وهناك. عند تقدم المفاوضات تستطيع اسرائيل مطالبة سوريا بالتزام بعدم التعاون المباشر او غير المباشر بين سوريا وإيران وحزب الله والذي يلحق الضرر بإسرائيل ( مثل نقل مساعدات عسكرية إيرانية إلى حزب الله عن طريق سوريا).ومع ذلك إسرائيل لا تستطيع أن تتوقع التزاما سوريا بقطع كامل للعلاقات. ينبغي عليها المطالبة بوقف كامل للتعاون في العمليات المعادية لإسرائيل. وعلى إسرائيل أن تطلب قطع العلاقات بين سوريا والمنظمات الإرهابية _ الأمر الذي يتوقع أن يكون سهلا بالنسبة للقضية الأولى_.

ضم لبنان الى المفاوضات. بالنسبة لإسرائيل من الأهمية إدارة وإجراء مفاوضات مع سوريا ولبنان معا من اجل تحقيق الأهداف الإستراتيجية الإسرائيلية في هذه الجهة مثل هذا الربط قد يساعد اسرائيل على خلق الظروف و الشروط الإستراتيجية الحيوية في المعركة في الشمال وإذا تعذر ضم لبنان فان من الأفضل أن يتضمن الاتفاق مع سوريا بشروط ذات صلة يحسن من وضع اسرائيل في هذه الجهة أيضا.

الخيارات على المسار الفلسطيني :

الفرضيات الأساسية للنقاش :

.العسكر الفلسطيني منقسم ومجزأ حتى ولو توصل أبو مازن إلى اتفاق مع حركة حماس حول السيطرة المشتركة فانه ينبغي اعتبار مثل هذا الاتفاق اتفاق تكتيكي فقط لان استقراره وثباته لفترة طويلة محاط بالشك .

حركة حماس لا تعترف بإسرائيل وتنكر وجودها

الهدف الأساسي لابو مازن هو التوصل إلى اتفاق دائم مع إسرائيل يبقي على الرف أي انه لن تطبق حتى
اتفاق مؤقت سيقلص قدرة المساومة الإسرائيلية في المفاوضات حول اتفاق دائم. على سبيل المثال فان الانسحاب من أحياء عربية في القدس . فقدن ورقة المساومة في المفاوضات والإضرار بمركز إسرائيل فيها حول (حق العودة ) عندما سيثار الادعاء بان تنقيص عرب القدس الشرقية ستتيح لإسرائيل فقط استيعاب 250.000 لاجئ بدون المساس بالتوازن الديمغرافي.

في هذه المرحلة أبو مازن يعارض اتفاقا من هذا النوع ويعود إلى الاتفاق الدائم.
لتسوية سياسية تفيد إسرائيل على الرغم من التفاؤل الظاهري الذي لاح في الفترة الأخيرة من جانب أوساط في الحكومة الإسرائيلية و الإدارة الأمريكية بشان التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

صحيح انه يمكن التوصل الى اتفاق ( رف) مع فريق ابو مازن لمن يبدو ان أضرار مثل هذا الاتفاق على اسرائيل ستكون من فائدة. هذا يعني ان ترفض إسرائيل الاستمرار في المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين لكن عليها ان تفعل ذلك دون التخلي عن ثروات تضر بمركزها في المفاوضات حول اتفاق دائم في المستقبل. في هذه الأثناء يمكن لإسرائيل ان تعمل على تحسين منظومة العلاقات مع الفلسطينيين بواسطة اتفاقيات تفاهمات أمنية واقتصادية. في هذا المجال فان الخيار الجاهز نسبيا هو مفاوضات حول اتفاق تفاهم مع ابو مازن لكن هذا الأمر لن يغير الواقع الأمني في قطاع غزة. إلا اذا طرا تغير في منظومة العلاقات بين فتح وحماس ( حكومة وحدة وطنية).

مسكووووووور جداااااااااا

مشكور على المرور

مشكور كتييييييييير

تقبل مروري
_________________

مشكور كثير على مرورك الرائع والجميل

مع كامل تحياتى

العاشق الحزبن

مشكوووو

دراسة : تمحيص الخيارات السياسية لدى إسرائيل.. الدكتور ابين شموئيل 264-98

وووووووور اخييييييييييييييي

مشكور العاشق الحزين على الموضوع
تقبل مرورى