ستون عاما على النكبة.. نماذج كفاحية ؟؟؟؟

بقلم :واصف عريقات

تقول المصادر التاريخية أن القرن التاسع عشر هو قرن التوسع الاستعماري والتسابق والصراع بين الدول الاستعمارية، وفي خضم هذا الصراع عقد مؤتمر سنة 1907 في انجلترا وشارك فيه عدد من مفكري الدول الاوروبية والاستعمارية لدراسة أفضل السبل لضمان استمرار احتفاظ الدول الاستعمارية بمستعمراتها، صدر عنه ما عرف فيما بعد بتقرير لجنة كامبل بانرمان، ، وأخطر ما توصل اليه المؤتمرون هو أن أكبر خطر يهدد بقاء الدول الاستعمارية هو حوض البحر الابيض المتوسط حيث يعيش على شواطئه الشرقية والجنوبية شعب واحد يتكلم لغة واحدة ويدين كله تقريبا بدين واحد، وتوجد في بلاده امكانيات التقدم والحضارة، ويجب أن يقام فاصل بشري غريب بين عرب المشرق وعرب المغرب ويقطع الامتداد العربي وأنسب مكان لذلك فلسطين.
ك وتؤكد هذه المصادر الارتباط القوي بين الصهيونية والاستعمار، وفي الوقت نفسه كانت الحركة الصهيونية قد تأسست وهي التي كان في برنامجها إقامة دولة يهودية، في نفس الوقت كان نابليون بونابرت يحمل هذه الفكرة، وكانت معاهدة سايكس بيكو السرية "قبل فضحها من روسيا بعد الثورة" التي اتفقت فيها بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية على اقتسام الممتلكات العثمانية بعد انتهاء الحرب، ومعظمها بلاد عربية، ثم جاء وعد بلفور المشؤوم في الثاني من تشرين الثاني سنة 1917، تبعه التزام بالتنفيذ" قولا" من قبل وزير المستعمرات ونستون تشرشل سنة 1922 حينما قال " ان بريطانيا ملزمة تنفيذ وعد بلفور وليس في وسع العرب منع تنفيذه وليس أمامهم الا أن يقبلوا به"، "وعملا" بالاحتلال الانجليزي لفلسطين والانتداب الذي جاء على اساس أن تضع فلسطين في أوضاع سياسية وإدارية واقتصادية تضمن إنشاء الوطن القومي اليهودي.

لكن الفلسطينيون تنبهوا لخطر الحركة الصهيونية منذ أيام الحكم العثماني ومع بدء الموجة الاولى من الهجرة اليهودية عام 1882، حيث وقع اول صدام عام 1886 مع ظهورالاستيطان الزراعي وهاجم الفلاحون الفلسطينيون المطرودون من الخضيرة وملبس ( بتاح تكفا ) المستوطنين اليهود، وفي العام 1903 جاءت الهجرة اليهودية الثانية، وارتفعت وتيرة الصدامات والمواجهات عام 1907 مع بناء أول كيبوتس زراعي يهودي، بلغت ذروتها عام 1929 ، كما تعتبر سنة 1933 من أبرز سنوات النضال الشعبي الفلسطيني بعد أن يئست الحركة الوطنية الفلسطينية من اللجان البريطانية وتقاريرها، كما تميزت بنهوض فكري وكتبت مقالات تحت عنوان: ”اركلوا هؤلاء الصهاينة باقدامكم، وقفوا وجها لوجه امام بريطانيا العظمى“ وجاءت انتفاضة 1933 ، كما كانت حركة الشهيدعز الدين القسام من الاسباب التي مهدت لقيام الثورة وبداية الكفاح المسلح عام 1935 ومهاجمة مستوطنة نحلال في مرج بن عامر، وبقية المستوطنات، ومع اوائل عام 1936 أنشأ الشهيد عبد القادر الحسيني تنظيم ثوري مسلح (الجهاد المقدس)، ثم جاء الاضراب التاريخي الذي شمل جميع مرافق الحياة، رافقه عصيان مدني تبلور في الامتناع عن دفع الضرائب وعدم التعامل مع دوائر الحكومة، رافق ذلك حرب عصابات في الجبال وحرب الشوارع في المدن، وفي اب عام 1936 وصل القادة المناضلون:" القاوقجي" ومعه 200 مسلح ثم " سعد العاص" الذي تعاون مع المجاهد "عبد القادر الحسيني" لتشكيل قوة ثورية في القدس وبيت لحم ونفذوا 511 عملية، فكان انفجار ثورة فلسطين الكبرى 1936 – 1939، وفي ايلول عام 1939 وقعت الحرب العالمية الثانية، ثم جاءت معارك 1948 حيث كان الانجليز يقدمون لليهود أفضل المساعدات (سلاح ومعدات وعتاد وتسهيل هجراتهم ) وللعرب حثهم على الرحيل وتأمين المواصلات لهم ودخلت الجيوش العربية فلسطين، ثم جاء العدوان الثلاثي عام 1956 .واستمرت الاعتداءات وتوسع العدوان واحتلت اسرائيل عام 1967 ما تبقى من فلسطين وسيناء والجولان، وزادت غطرسة قيادة الإحتلال تحت تأثير صدمة الانتصار، وصلت حد تشدق موشي دايان وزير الحرب الإسرائيلي اَنذاك بالقول:" أنني في مكتبي أنتظر قرعة باب أو رنة هاتف من زعيم عربي أو أكثرلطلب الصفح والغفران " فقرعته أيادي الأبطال الفدائيين بسلسلة من العمليات الفدائية البطولية الموجعة ، وتواصلت حرب التحرير الشعبية، وجاءت معركة الكرامة عام 1968 لتدق جرس الانذار وتنبه القيادة الاسرائيلية بأن احتلال الجسد مختلف عن احتلال الرأس، وأن احتلال الجغرافيا غير احتلال التاريخ، برهن على ذلك صمود المقاومة الفلسطينية في جنوب لبنان خلال حرب الايام الاربعة عام 1972، ومشاركتهم جنبا الى جنب مع الجيوش العربية وفتح جبهة ثالثة خلال حرب رمضان 1973 ثم معارك العام 1975 ومعارك اجتياح الليطاني عام 1978ومنع اسرائيل من تحقيق اهداف الاجتياح بابعاد الفدائيين الفلسطينيين عن الحدود وتشكيل حزام أمني بعمق 10 كم وعلى طول الحدود، كما عمت الاضرابات في الاراضي المحتلة في تشرين الثاني 1981 ورفض شعبنا الادارة المدنية واندلعت انتفاضة.
تلتها حرب الاستنزاف ضد قوات م. ت. ف في جنوب لبنان والتي بلغت ذروتها في تموز 1981 وحرب تقطيع الاوصال لمدة 14 يوم وتحملت المقاومة مسئولية توفير الغذاء والدواء للمواطنين اللبنانيين، وفي الاراضي المحتلة اغلقت جامعة بير زيت في17 شباط 1982 تلاها الاضراب العام على اثر حل مجلس بلدية البيرة وفي 25 اذار عزلت اسرائيل رئيس بلديتي نابلس ورام الله وسقط عدد من الشهداء وفي 30 اذار كانت الذكرى السادسة ليوم الارض والاضراب العام ثم جاء الاجتياح الاسرائيلي للبنان عام 1982 وحصار بيروت وصمود 88 يوم والتجربة الفلسطينية اللبنانية المشتركة التي اسست لامكانية الحاق الهزيمة بالجيش الاسرائيلي ، واستمرارا لتناوب الشعب الفلسطيني بالنضال والكفاح بين الداخل والخارج تفجرت الانتفاضة الاولى ( الحجر ) والتي عبرت عن فهم عميق لمتطلبات المرحلة النضالية حينها، ودفعت الى تجسيد الوعي الفلسطيني وعززت وحدة الشعب في كافة أماكن تواجده، 1948 ،1967 ، الشتات، وكرست مبدأ دور الشعب الاساسي في المقاومة ، وتعاملت باقتدار مع مخططات وأساليب الاحتلال تحت شعار إنهاء فوري للاحتلال والتفاف حول م . ت . ف، وأهم ما تميزت به الانتفاضة هو الدور الريادي للمراة التي مارست دورها النضالي وكأم تربي أطفالها على النضال والتحدي للاحتلال، لقد تفوقت الانتفاضة على المحتل بالاعتماد على الذات وبالارادة الصلبة والوحدة الوطنية والوعي الثوري.

ثم كانت الانتفاضة الثانية (الاقصى ) عام 2000 وخلالها ضاعفت اسرائيل من عمليات القتل والاغتيال والاعتقال والاجتياحات في الضفة وحروب الابادة والمحارق والحصارعلى غزة وكل هذه الممارسات أدت الى مزيد من الحقد والكراهية وهي اكبر محفز للمقاومة. وغني عن القول بأن اسرائيل راكمت انتصارات عسكرية ولم تحسم ولم تنهي الصراع ولم تتمكن من فرض ما تريد على الرغم من انها الطرف الاقوى وأن الجيش الاسرائيلي الرابع في العالم والاول في الشرق الاوسط مدعوما من الجيش الامريكي الاول في العالم ولها دور اقليمي وتطلع امبراطوري والفلسطينيين عرقلوا ذلك بصمودهم وكفاحهم، وعبر هذا الكفاح ظلت اسرائيل في حالة قلق واستنفار دائم وانسانها حائر بين أمنه وحريته وحياته وتحول الجيش الاسرائيلي الى جيش حواجز في مواجهة المدنيين مما افقده القدرة القتالية الميدانية، وأظهر سلوكه اللاأخلاقي ، وزادت اخفاقاته عند خوضه الحروب الشاملة وانتهاكه لكل الاعراف الانسانية والاتفاقيات الدولية وصلت حد ارتكاب جرائم حرب وكشفته امام العالم. وبفضل الكفاح الفلسطيني تحول قتالهم من تحقيق الطموح الى الدفاع عن الوجود واسترداد الهيبة والمعنويات المفقودة.

وبرهن الشعب الفلسطيني بأن لديه عزيمة لا تشيب وارادة لا تنكسر.

مشكور اخى
ان شاء الله راح ننتصر على كل الاعداء
تقبل مرورى

مشكور اخى
ان شاء الله راح ننتصر على كل الاعداء
تقبل مرورى

مشكور اخي