®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ°
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ°

عسكري & سياسي & تنظيمي & ديني & تعليمي & ثقافي
 
موقع الشهيد سميالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلراسل الإدارةدخول

 

 قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
العاشق الحزين
المشرف العـــام
المشرف العـــام
العاشق الحزين


ذكر عدد الرسائل : 2016
العمر : 33
الإقامة : فلسطين ـــــ غزة
حركتك {فصيلك} : حركة
مزاجي : قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! 7azeen10
هواياتي : قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! Painti10
المهنة : قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! Studen10
My sms :


My SMS
[اكتب رسالتك هنا]


دعاء الملتقى : قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! 15781610
تاريخ التسجيل : 14/04/2008

قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! Empty
مُساهمةموضوع: قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!!   قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! Emptyالجمعة مايو 16, 2008 3:59 am

إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!!



قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!! Mohamad2432

كتبت هديل عطاالله – قبل ستة شهور بالضبط، جلس محمد أبو عرمانة أمامي ليروي لي قصة وفائه مع صديقه حسن أبو عودة، الذي قضى نحبه في أحداث حزيران الماضي، كنتُ يومها قد رسمتُ مسبقاً ملامحاً لقصة الصداقة النادرة كما وصفها لي أحد المقربين منه، ولكن اكتشفتُ فيما بعد أني "فاشلة في الرسم"، فبمجرد أن نطقَ محمد اسم "حسن" بدأت دموعه تنهمر بشكلٍ عقدَ لساني عن قول أي "عبارةِ مواساة"، رغم أنه من المفترض أن يكون لدي خبرة مع أصحاب الأحزان الكبيرة الذين طالما اجتاحوا قصصي، ولكن ربما لأن هذه الدموع المباغتة كانت لرجل...وقلمّا يُظهر الرجلُ عاطفته!.



لم يكن هناك سوى منديل وكوب ماءٍ لإسعاف الموقف...تناولهما محمد في محاولةٍ منه لإخراس ما تبقّى في جعبته من دموعه "المنحبسة"...ولأنه أحياناً يحلو للأشياء أن تتخاطر في وقت ليس مناسباً البتّة..فقد صدحت أنشودةُ من هاتفٍ نقال لعابرِ طريق، نكأت الجرحَ وهي تقول:" حطمّت قلبي يا مهاجرُ بالرحيل...من أين لي بعد فقدكِ بالبديل....أو هكذا الدنيا تفرّق بيننا؟...عجباً لها تنفي الخليل عن الخليل!".



حتى الآن لا أعرف تحديداً لمَ أرجأت نشر الحوار الذي أجريته مع محمد بهذا الخصوص طيلة هذه الفترة، ربما "لكسلٍ صحفي"، أو لأني آثرتُ نشره في منتصف حزيران القادم في موعد استشهاد أعز أصدقائه، أو لسببٍ آخر، رغم أنه كان ما بين فترة وأخرى يصلني تساؤلاً منه عن الموعد المؤجل.



وأول من أمس فقط كانت نشرةِ أخبار المساء هي وجبة العشاء التي ابتلعتها وفي حلقي ألفُ غصةّ وعتاب، والتي تضمنت قصفاً إسرائيلياً عبر طائرة أف 16 بصاروخ لمبنى الأمن والحماية التابع للشرطة في رفح، واستشهاد ثلاثة من بينهم محمد أبو عرمانة (24عاماً)، وضعتُ يدي على فمي كي أكتمُ صرخةً ما لبثت أن تحولت إلى همسةٍ مخنوقة قلتُ فيها: "كلا...هذا الشاب في مثل هذا اليوم من الشهر الماضي تزّوج...هل ترك عروسه ليلحق بصديقه حسن...هل تتلاقى القلوب إلى هذه الدرجة ؟!"...أطرقتُ رأسي بينما كان مذيع النشرة مستمراً في تقديم مزيدٍ من الوجبات السريعة، وأخذتُ استعيدُ كلماته في تشرينه الأخير وكأن ذبذبات صوته انبعثت من هناك.



"حسن" حتى الآن لا أعرف لمَ هو بالذات اعتبرته صديقي الحقيقي، رغم أن صداقتنا لم تتجاوز بضعة أشهر تخلو من أي "مصلحة"، كان يوماً لن أنساه عندما جمعتنا الأقدار في اللحاق بدورة عسكرية مشتركة، حتى اللحظة أتساءل عن السر القدريّ الذي كان يجعلني أنا وهو نقف على الدوام بجانب بعضنا أثناء اصطفافنا في الطابور العسكري، ومنها انطلقت أحاديثنا العابرة التي شدّتني إليه لسببٍ لم أكن أدركه حينذاك!.



وفي اليوم الأخير من الدورة هجمَ عليّ حزنُ غريب لمجرد أنني لن أعود لأراه كل صباح، وهو أيضاً راوده ذات الشعور الذي تخاطرنا به، لذا تبادلنا أرقام هواتفنا، وبعدها بأسبوع ألقى حسن البذرة الأولى عندما زارني في بيتي حيث أقطنُ في رفح وقال لي:"لا أعرف لماذا أحببتك في الله كل هذا الحب دوناً عن كل الذين عرفتهم"، ما كان مني إلا أن أصمت كي أتأمّل ما قاله لتوه، فرددتُ عليه بالمثل "وأنا أيضاً لا أعرف لمَ أشعر بالراحة والسكينة كلما رأيتك..وكأنما التقت روحانا بعد طول غياب".



لا زالت تلك الكلمة ترّن في أذني عندما قال لي :"إن رزقني الله بالشهادة فلا تنسني يا أبا حذيفة- وهي كنيتي-"، وكلما تذكرتُ هذا النداء الغالي قلت لنفسي "لا يمكنني أن أنساكَ يا حسن،..."كل الأصحاب "كوم"...وأنت "كوم".



لا زال المشهدُ حاضراً أمامي عندما جاء لزيارتي ذات مساء، فأخذ يتحدثُ عن أمه التي توفيت قبل عدة سنوات، لم أنطق ببنتِ شفة عندما رأيته يبكي بحرقة، ولم يخففّ عنه شيء سوى مرافقتي له إلى قبرها!.



قد تكون هناك أسباب غير مباشرة هي التي دفعتني إلى التعلقّ به، من بينها خلقه الرفيع وبشاشة وجهه، وربما حفظه للقرآن الكريم ونفعه للأشبال المسلمين به بتحفيظهم إياه في بيوت الله ضاعف من حبي له، وصوته الشجيّ الذي طالما أنشد لي أناشيد أدمنتُ على سماعه كي يبلسم جروحي.



كان الرابع عشر من حزيران يوماً بلونين...أحدهما لونُ الفرح بحسمٍ كان لا بدٍ منه، والثاني لون الفراق على حسن الذي شاء الله أن يُقتل في تلك الأحداث العصيبة...وكم توالدت الدموع واحدةً تلو الأخرى في عيوني عندما لم يتسن لي المشاركة في تشييع جنازته نظراً لصعوبة الأوضاع الأمنية آنذاك.



منذ ذلك الحين وصورةُ حسن لا تفارقني، ونيلُ الشهادة أمنية أتضرع إلى الله ليل نهار بأن يهبني إياها، وزيارتي لأهله تكاد لا تنقطع وفاء لذكراه.



حسن لم يفارقني حتى في ليلة زفافي التي كانت في العاشر من نيسان الماضي، عندما جاء أخوته ليباركوا لي، فلم أقاوم رغبتي في أن أعانق ومن وراءِ المنصة أخيه الصغير الذي لا يتجاوز السادسة، وأخذتُ أبكي بحرقة، لأجددّ وفائي في ليلة العمر "لصديق العمر".



أما أنا وبعد ما تيسّر لذاكرتي من روايةٍ مُختزلة عن صداقةٍ حقيقية بالرغم من عمرها الزمني القصير...فلا يمكنني إلا أن أقدمّ اعتذارٍاً خجولاً إلى دمعة محمد التي أطبقت صمتي وكلامي لأقول لها:"كنت أتمنى لو أن صاحبكِ قرأَ تلك السطور قبل أن يرحل...سامحيني يا "دمعته" التي لم تشأ أن تهطل إلا وأنتِ تنحدرين بينهما...قولي لمحمد وحسن...أنتما لم تكونا صديقين فحسب!...بل أخوين جمعهما حب الله ومرضاته في حياةٍ لطالما تمنّيا أن يلتقيا فيها من جديد!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة جميلة جدا أقراها ...إلى دمعةٍ تأخرّت في الهطول!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
®¤_~ˆ° ملتقى الشهيد سميح المدهون®¤_~ˆ° :: ¤ô§ô¤~ القسم العـــام ¤ô§ô¤~ ::  الملتقى العــــام -
انتقل الى: